لم ينادوا في الناس يوما من أجل نبذ العقليات المعيقة وترسيخ قيم الانسجام والوعي ونبذ الكسل، ولم يهرعوا يوما لدعوة المواطنين لزراعة حقولهم، وحين انتشر الوباء، وشلت إجراءات الحكومة نشاط الناس ففقدوا مصدر قوتهم لم يتحرك من يتقاسمون اليوم ولاء الأبرياء في مقاطعة كنكوصه لإطعام طفل أو إعانة أرملة.
الفولانيون انضموا لزيد والفولانيون ذهبوا مع عمرو، وهؤلاء انسحبوا من هذا الحلف باتجاه ذلك، هكذا تمضي أيام هذه المقاطعة المغلوبة على أمرها.
فمتى يأتي الفرج؟
من يفك أسرى هذه المقاطعة التي سلط عليها بضعة أشخاص؛ حملوا على عواتقهم منذ عدة عقود طحنها وبيعها في أسواق النخاسة عبر زج الأهالي في صراعات بينية وحزازات عقيمة شغلتهم عن مواجهة مشاكلهم الحقيقية وجعلتهم يجثمون على هامش الحياة، وهناك يتمكن مصاصو دماء الشعوب من السيطرة وتمرير ما يحلوا لهم.
فيظلون هم من يركب السيارة الفاخرة، ويسكن القصر المنيف، ويتربع على الكرسي الهزاز، ويأكل ما طاب، وهم من يعلمون أطفالهم في أرقى المدارس التجارية ويعالجونهم في أحسن المصحات، وبعد ساعات قليلة من إحكام فصول المؤامرة في ريف تلك المقاطعة إذا هم في العاصمة على شاطئ الأطلسي أو في نزهة في أروبا.