نظمت بمباني جامعة العلوم الإسلامية بلعيون ف ورشة فكرية أطلقتها عمادة الدراسات العليا لفائدة طلاب الماستر بمختلف الكليات يؤطرها المفكر الموريتاني الدكتور عبد الله السيد ولدأباه.
وقد تميز حفل الافتتاح بعرض شريط وثائقي حول أنشطة عمادة الدراسات العليا خلال السنة الجارية 2021، والمتمثلة في سلسلة من الأنشطة العلمية والثقافية والإجتماعية استهدف بعضها تعزيز قدرات طلاب الماستر، كما استهدف البعض منها تعزيز التفاعل وتبادل التجارب لدى المدرسين والمؤطرين بها، في حين اهتم البعض الآخر بتكريس انفتاح الجامعة على محيطها الاجتماعي من خلال الدفع بطلاب الماستر للانخراط في العمل التطوعي العملي، المثمر، الجاد والبناء.
وتضمن حفل الانطلاق أيضا خطاب ترحيبي ألقاه عميد الدراسات العليا الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد وضع فيه الورشة الفكرية في سياقها باعتبارها تتنزل في إطار جهود عمادة الدراسات العليا لدعم وترقية قدرات وتطير مهارات طلاب الماستر حتى قادرين على المساهمة بحيوية وكفاءة ومسؤولية في ملحمة بناء الوطن وترقية المجتمع، مثمنا تفضل الدكتور عبد الله السيد ولد أباه قبول الدعوة للمساهمة في تكوينهم وتأطير والرفع من قدراتهم، مثمنا في نفس الوقت موضوع الورشة الفكرية المتمثل في تدارس قضايا و إشكالات التطرف الديني والفكري وتأثيره على المجتمعات العربية والمسلمة( منطقة الساحل نموذجا).
بعد ذلك تناول الكلام رئيس الجامعة الدكتور محمدو ولد لمرابط حيث أبرز أهمية وأولوية ومردودية الجهود العلمية والفكرية والثقافية التي تضطلع بها جامعة العلوم الإسلامية في سبيل تحصين شبابنا من التطرف والغلو والانحراف والأخذ بيده ليتماهى مع قيم السماحة والوسطية والاعتدال والمواطنة، انسجاما مع توجهات السلطات العليا في البلد. وتضمنت الجلسة العلمية الأولى عرضا مفصلا وقيما قدمه مؤطر الورشة الدكتور عبد الله السيد ولد أباه تناول فيه مختلف أبعاد التطرف الفكري والعقدي، مؤصلا لاشكالاته الاصطلاحية والمفاهيمية، و مستعرضا لمختلف النظريات والاطروحات التي تناولت هذه الظاهرة بالدراسة والتحليل والتمحيص، مبرزا رؤى وتصورات واتجاهات كبارالباحثين الغربيين والمستشرقين.
وتناول العرض من جهة أخرى المسوغات ذات الصبغة العقدية التي اعتمدتها مختلف الحركات الراديكالية المتطرفة التي تتخذ من الدين الاسلامي عباءة، زورا وبهتانا، لتشرع بها التكفير والفتك والتخريب والدمار والفساد في الأرض. وأشفع العرض بنقاش ثري ومستفيض من طرف الأساتذة والطلاب. ويتضمن اليوم الثاني من الورشة عرضا حول ملامح وخصوصية التطرف الديني العنيف في الساحل.