لاشك أن مايحدث من تعثر لعجلة التنمية هو نتاج إفرازات ظواهر ومسلكيات مجتمعية متأصلة دأب عليها الشعب والأنظمة في نسق متناغم يعزز بعضه بعضا ، وأشد على رأي الرئيس محمد فال ولد بلال حين قال أن الأطر ليسوا وحدهم من كرسو الفساد فالمجتمع شريك لهم فيه بل هو الحاضنة الاجتماعية للمفسدين ، وإن من أبشع الظواهر تجذرا لدى الحاكم والمحكوم "الوسيط السياسي" هونجاح هذ الأخير في حجب الحقائق وتلميع الباطل حتى يصير مرآه ممتعا ومقنعا بحاضر زاهر ومستقبل واعد فيقتنع الحاكم أنه يؤدي دوره كما ينبغي وأن كل من ينتقد هو معارض شرس يسعى لتشويه صورة الوطن بدافع الحقد والحسد وكراهية النظام فتنجح زمرة الرئيس في مسعاها لتتفرغ لمسلكيات أبشع بانتهاج الزبونية سلما للنهب وبأساليب مختلفة ومتطورة يصعب بل يستحيل على"الكصاص تطياحهَا" .
وحين وصل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لسدة الحكم لم يك يحمل غير ماأبداه في خطابه من تعهدات صادقة لأنها لامست هوى كل ضمير حي فشكل حكومتين موضحا -لكل فريقه- خطوط برامجه العريضة وموفرا كل الوسائل والصلاحيات في تنفيذ برنامج طموح يأخذ من التنمية وتطوير الانتاج منطلقا وبعد أن دخل في سنته الثالثة من المأمورية أجرى تقييما كانت نتائجه مزعجة لشخصه ومحبطة شيئا ما فجاء خطاب وادان ومابعده بخطوات متتالية مابين السطور فيها والسطور يتساوى في الجلاء والوضوح،
تم الاجتماع المصغر بمن تعنيهم مشاريع هامة تشهد تراجعا في الوتيرة ،
تم إبلاغهم أن العمل يسري بشكل غير مقبول،
تم إفراز هذ الانطباع من رئيس الجمهورية للرأي العام،
تم الاجتماع بالشباب والاستماع لمشاكلهم ،
تم تخصيص مبالغ ضخمة تقدر بأربع وثلاثين مليارا لصالح الشباب العاطلين عن العمل من حملة الشهادات ومن لايحملون شهادة توجه هذه المبالغ للتكوين والتشغيل،
تم منح خريجي الجامعات والمعاهد طيلة السنوات الثلاثة 2019/2020/2021،
تم تعيين لجنة وزارية لمتابعة سير المشاريع مع التوصية بإعداد تقرير في أجل أقصاه شهرا ،
تم تعيين مفتش عام للدولة،
تم نقل تبعية المفتشية العامة من الوزارة الأولى نحو رئاسة الجمهورية،
تم تجديد تأكيد رئيس الجمهورية أنه لن يحمي مفسدا ولن يتغاضى عن من يعبث بموارد الدولة العمومية وذلك عبر مقابلته في مجلة الاقتصاد والأعمال،
تم تدشين منشأة للتعدين الأهلي وتوجيه الأوامر بإجراء مشاريع ذات طابع خدمي تصب كلها في مصلحة المنقبين الوطنيين أهمها حفر آبار ارتوازية وشق طرق تربط بين نقاط مهمة ،
كل هذه التطورات تنبئ بانبلاج فجر جديد يجعل ممن يقومون على تسيير موارد الدولة اتخاذ الحذر ومراجعة كل الأساليب المؤدية للفساد بدافع رفع حصانة المفسد المعهودة في أنظمة الفساد،
لن أجزم أن كل شيء صار خضرا ماتعا ولكن الشهر الأخير من هذه السنة شهد حزمة مؤشرات تدل على التغيير فحين يعترف قائد البلد بتقصير فريقه في الأداء فهذا أمر غاية في الروعة والصدق والانصاف واحترام مشاعر الشعب المتتبع لكل صغيرة وكبيرة في هذ البلد،
ستشهد الأيام المقبلة تغييرات واسعة في مراكز حساسة لها مابعدها إن شاء الله تعالى.
اللهم ولي أمورنا خيانا وأعنهم على بسط العدل بين المواطنين ..
شمخ آي