تكشف مصادر متطابقة عن أن المتواجدين ضمن دائرة صناعة القرار، قد توصلوا إلى قناعة بأن الحكومة الحالية قدمت أقصى ما تمتلكه وأن الوقت قد حان للتخلص منها وإسناد الوزارة الأولى إلى شخصية قادرة على إعطاء "جرعة أمل" جديدة، في ظل تنامي الاستياء الشعبي مما أصبح يوصف بالفشل الذريع في تحقيق أي إنجاز معتبر على أرض الواقع.
فبعد تجربتين فاشلتين خلال نصف المأمورية الأولى، يأمل صناع القرار في الإلقاء بأوراق جديدة والتخلص من مجموعتين من الوزراء إحداهما باتت تعرف –ضمن الدائرة- بالمجموعة "المنحوسة" التي لا يظهر منها أحد إلا تسبب في حرج للنظام أو أوقعه في ورطة، بينما تشمل المجموعة الثانية عديمي الكفاءة و "شارديلات" وذوي الاحتياجات الخاصة.
مثلت مرحلة "تنسيق العمل الحكومي" والالتقاط العشوائي لـ "البهارات" و"الفقاعات" من هنا وهناك، فشلا كارثيا في تحقيق تطلعات الشعب، فأصبح من اللازم –في أفق الانتخابات والصعود الصاروخي للأسعار والعجز عن الانجاز- المزاوجة بين التمثيلية والكفاءة على أمل الخروج من عنق الزجاجة الخانق لتدارك ما يمكن تداركه.
وباعتبار أن الوزير الأول يشكل حجر الزاوية في التعديل المرتقب، قد تجد "الدائرة" نفسها في موقف دقيق وهي تتوق لتحقيق النجاح في المحافظة على التوازنات الهشة القائمة أو الانتقال نحو توازنات جديدة تتناسب مع متطلبات المرحلة، بعد تجاوز فترة المجاملات والتعبير عن النوايا والخدع البصرية والنفسية. فهل ستستمر "الدائرة" في ترك الوزير الأول لجهته الحالية؟ أم أنها ستختاره هذه المرة من جهة أخرى غير جهة الرئيس؟ أم أنها ستغمض أعينها –كما تفعل أحيانا- لتختاره من الدائرة المقربة اجتماعيا أو جهويا من الرئيس.
ضياع مزيد من الوقت في ترك الأوضاع على ما هي عليه، يعني أن الرئيس قرر المغامرة بمأمورية علق عليها الموريتانيون الكثير من الآمال وربما التضحية بإمكانية التقدم لمأمورية ثانية؛ بينما ما يزال إنقاذ الوضع ممكنا من خلال تشكيل حكومة كفاءات تحت رئاسة وزير أول يحوز على المؤهلات الضرورية ويحظى بثقة الرئيس وبإمكانية ممارسة صلاحياته كاملة بعيدا عن أي تدخل من أية جهة كانت، وزير أول حقيقي يتمتع بحيوية الشباب ونظافة الكف والرغبة في تحقيق إنجازات مميزة لبلده.
خمسة رؤوس على الأقل مرشحة لتبوأ هذا المنصب السامي خلال الفترة القادمة، وهي وإن تميزت بمستويات متفاوتة من الكفاءة والتجربة إلا أنها تتمايز من حيث القدرة على إحداث تغيير جدي في المناخ غير المواتي الحالي، كما تتباين من حيث الكاريزما والصرامة والنزاهة. يتعلق الأمر بكل من:
وزير البترول والمعادن والطاقة، عبد السلام ولد محمد صالح؛
وزير الشؤون الاقتصادية وترقية القطاعات الإنتاجية، أوسمان مامودو كان؛
مدير مشاريع التهذيب والتكوين في وزارة الشؤون الاقتصادية وترقية القطاعات الإنتاجية، محي الدين ولد سيدي بابه؛
وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، سيد أحمد ولد محمد؛
سفير موريتانيا لدى المملكة المتحدة، سيديا ولد الحاج.
مجابات