لا نريد أن نزيد من فزع السكان بإضافة وباء كورونا في عنوان هذه التدوينة ،وإن كانت تبعاتها لا تقل خطرا عن الثلاثية التي تمس أجزاء واسعة من الوطن بشكل عام وولاية لعصابه على وجه أخص هذا العام : الجفاف والجراد والغلاء.
إن معدل التساقطات المطرية بولاية لعصابه هذا الموسم يعد الأسوء منذ عدة سنوات مما خلف أرضا جدباء لا عشب فيها ولا زراعة ؛وهو ما يعني فقدان 70 % من السكان لوسيلة عيشهم، وقد تفاقم ذلك الوضع باجتياح الجراد للقليل المتوفر من المراعي ولما بذره المزارعون في بعض السدود التي حظيت ببعض السيول.
وللإجهاز على المواطنين تشهد أسعار الغذاء والأعلاف وغيرها ارتفاعا غير مسبوق فيمسي السعر برقم ويصبح على رقم جديد.
إن المراقب لهذا الشأن لا بد أن يصاب بالقلق الشديد والخوف مما تخبئه الأيام، وهو ما يفرض على الحكومة التدخل بشكل "تاريخي" للتحكم في الأسعار وضخ الأموال لدعم المواد الاستهلاكية وإغراق الأسواق بالأعلاف المخفضة ،وسن قوانين رادعة ضد الاحتكار و"الذبح" بالأسعار، والتضحية بكل شيء حتى تتجاوز الدولة والمجتمع هذه الأزمة بالحد من وقعها.
إن رصيدنا للبقاء هو الاستقرار والسكينة والوئام الأهلي ؛ ومن أجل هذا علينا أن نواجه بكل الوسائل ما يقود للانزلاق والأزمات الاجتماعية.