يقول المثل العربي الشهير”مواعيد عرقوب”للدلالة على الوعود غير القابلة للوفاء من قبل أصحابها حتى قالت العرب “كانت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلا الأباطيل”، وقصته بإختصار أن بخيلا من بخلاء اليمن يدعى عرقوب كان له بستان نخيل فقال لأخيه ان هذه النخلة لك هدية عندما تثمر،فلما حملت النخلة بلحاً، قال عرقوب لأخيه دعها حتى تصفر،فلما اصفرت، قال عرقوب دعها حتى تحمر، فلما احمرت قال دعها حتى تصبح رطبا،فلما أصبحت رطبا قال دعها حتى يصلح تمرها، ثم جمع عرقوب ذات ليلة التمر كله وولى به هاربا،من دون علم أخيه الذي طال صبره وانتظاره لتمر النخلة الموعود،فظل حائرا يضرب كفا بكف على وعود لم تتحقق وليس في النية الوفاء بها مذ قطعت له زورا وبهتانا، بمعنى أن عرقوب هذا قد نجح في خداع شقيقه وتخديره لأن شقيقه وعلى ما يبدو يعشق الخداع والانخداع بالقشور لحين جني التمر والفرار به كله وكان حري بالأخ ان يطالب بحصته من الميراث في البستان كله بدلا من انتظار ثمر نخلة واحدة لم ولن يطال تمرها البتة،وكان الأجدى بالأخ الشقيق ،أن “لايلدغ من جحر واحد مرتين “، وكان الأجدر به، أن يدرك ” بأن عار الخداع على يد شخص ما مرة انما يكون على المخادع ،فيما عار الخديعة للمرة الثانية تكون على المخدوع ” فما بالك وقد خدع عرقوب وأمثاله اشقاءهم وأتباعهم وناخبيهم وأبناء مقاطعاتهم مرات ومرات ؟!
ألم يعش المواطن الكنكوصي في هذا البرزخ المنسي من الوطن المكلوم تحت أزمات توارثتها أجال متعاقبة اتسمت في مختلف محطاتها بطابع الصراعات العقيمة،وغياب شبه تام لأهم متطلبات الحياة الكريمة رغم المقدرات التي تتوفر عليها المدينة، ولم يشفع لها موقفها السياسي مع جميع الأنظمة حيث تعتبر خزانا إنتخابيا للحاكم على تعاقب حكام البلاد منذ حزب الشعب إلى اليوم ولم تسلم في كل مرة من عرقوب مبشر بفجر جديد يقدم الوعود بالورود والزهور والخير الوفير لكن سرعان ما يتحول الأمر إلى وعود عرقوب وقديما قيل : من يصنع المعروف في غير أهله ....
فإلى متى أيها المواطن تقبل الخديعة ويغرر بك ألم تسمع في كل مرة من الوعود ما تأخذ منه العبر لأنه كما يقول المثل " لا يلدغ الحر في الجحر مرتين"
أين هي وعود التنمية وتشغيل الشباب أليس الحصاد مرا ويتجلى ذلك في :
▪︎غياب تام للمنشآت التنموية
▪︎الافتقار إلى مياه شرب صالحة
▪︎ غياب جسر يربط الضفتين
▪︎ عدم استغلال البحيرة وتطوير الزراعة
▪︎ إهمال الثروة الحيوانية
▪︎ غياب البنى التحتية المدرسية
▪︎ غياب الكهرباء
▪︎ غياب الرعاية الصحية .......
فإلى متى ستبقى زهرة البلاد وفاتنة الأوطان بتلها الذهبي الذي ينجرف ويضمحل بفعل عوامل الهدم وربما حزنا على هذا الواقع المر وبحيرتها التي تجف وتذرف دموعا تندب حظها العاثر من التنمية وأعذرينيى إذا بديت حزينا......
تصبحين على خير وواقع سعيد كابتسامة مياه بحيرتك ورمال تلك الجميلة
لك الله .....حافظ وأمين
حكيم ولد عبد الله