يأتي كل يوم إلى مكتب والي لعصابه عدد من المواطنين لعرض مشاكلهم واهتماماتهم أمام أعلى سلطة بالولاية، ويطول انتظار هؤلاء في بعض الأيام عندما تكون للوالي مهمات خارج مقر الولاية أو عندما تلج مكتبه شخصية من نوع خاص كضابط كبير أو زعيم قبلي أو برلماني فمع هذا الصنف يطول الحديث ويحلو اللقاء.
يتململ المواطنون المنتظرون ويعلق بعضهم ويهمس لبعض بكلام لا يريد أن يسمعه الجميع . مشكلة هؤلاء المساكين ليست في التمكن من لقاء الوالي فذلك يحدث بالصبر والمثابرة ؛ لكنها تكمن في الوضع المهين وهم ينتظرون ؛ إذ لا توفر الولاية قاعة انتظار تليق بمواطنين يجب احترامهم والعمل على جعلهم في جو مريح حتى ينفضوا إلى بيوتهم.
الزائر لمكتب الوالي يجد المواطنين يفترشون الأرض وفي أوقات حارة جدا وهم ينتظرون دورهم في الاجتماع بالوالي.
إنك تخالهم عند بئر وليس عند مرفق ينبغي أن يتوفر على الحد الأدنى من الوسائل المتمدنة ؛ فماذا يضر الوالي أو الدولة الموريتانية لو جهزت قاعة واسعة تحوي مقاعد ومكيف تساعد الناس على طول الانتظار.
ألا يستحق هؤلاء تعاملا كهذا أم أنه من أجل الإمعان في إهانتهم يجب أن نضن عليهم بأتفه الأشياء .!