شهد سوق الجديدة بكيفه هذه الأيام حركة دؤوبة ، واستقبل أعدادا كبيرة من المتسوقين الذين يريدون شراء مقتنيات العيد ، ويشتد الضغط في هذه المناسبة على حوانيت الألبسة ودكاكين الدهان والعطور وعلى محلات الحناء ، كذلك تعرف أسواق الماشية نشاطا كبيرا وتتدفق الأغنام إليها بكثافة ومن كل جهات الولاية ، ويتزاحم الناس في هذه الأسواق لشرا ء الذبائح.
يعيش الناس إذن فرحة العيد ونشوته ، ولكن مرتادي هذه الأسواق لا يخفون استياءهم من ضغط غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الأساسية ، وكذلك الملابس، خاصة وأن الأمر يتعلق بثلاثة أعياد دينية خلال السنة ، سن فيها المجتمع عادات لا احد يجرأ أن يتملص منها ، غنيا كان أو معدما ، رغم ما تفرضه من تكاليف باهظة.
الأجواء السائدة بهذه المدينة هي أجواء العيد بامتياز. فبالإضافة إلى حركية الأسواق ، هناك نشاط محموم بمحلات الحناء والحلاقة وهناك حملة ساخنة تخوضها فئة من الناس اختارت التسول طريقة للتغلب على تكاليف العيد وهي تطرق كل الأبواب، و لدى شبابيك البنوك هناك طوابير طويلة للعمال الطالبين للرواتب أو الاستلاف.
لا حديث اليوم بمدينة كيفه يعلو حديث العيدوما يصاحبه من التزامات ولوازم ، ومع أن العيد ظل على مدى الأيام مقرونا بالفرحة ومناسبة للتفريج من هموم ومتاعب الحياة وعنوانا للراحة والاستمتاع بالجمال ، فإن تقاليد المجتمع ، بما أثقلت به كواهل الآباء من تكاليف مادية باهظة يدفعونها في كل الاتجاهات ، جعل سعادة العيد محفوفة بالكثير من الشعور بالتبرم والانزعاج ، لاسيما إذا تعلق الأمر بعام تفاقم فيه الغلاء وتردت فيه الخدمات ولم تعد المحاصيل الزراعية والمراعي في الحد المقبول.