في فاتح نوفمبر عام:2009 للميلاد أعلنت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لأشكال العبودية المعاصرة في موريتانيا أن هنالك حالات عبودية خطيرة جدا لاتزال موجودة في موريتانيا ناهيك عن وجود أنواع أاشكال من هذه الممارسات اللاإنسانية واللا أخلاقية سواء على مستوى الأرياف أومستوى المدن وهو مايطرح إشكال تزايد الإعتداءات على الأرقاء السابقين نظرا لغياب الوسائل القانونية الرادعة من قبل السلطة التي تتبجح بتجريم هذه الممارسات اللاإنسانية بالإضافة إلى الإستغلال المفرط والأعمال الشاقة التي يتعرض لها هؤلاء الارقاء وهو ما جعل البعض منهم ممن أتيحت له الفرصة للهروب من أسياده تاركا وراءه أبناءه أو أبويه أو إخوته بين مطرقة الجوع المدقع وسندان العمل الشاق وهو ما ينتج عنه الكثير من الخوف والهلع وتنامي ظاهرة الجنجويد ما يفرض الوقوف بشكل حازم مام هذا النوع من الممارسات المناوئة لروح الإنسانية وفي حال عدم التصدي لهذه الظاهرة فإن ذلك سيترك الباب مفتوحا على مصراعيه لتشكل نواة وخلايا من قبل هذه المجموعات العرقية المستهدفة خاصة شريحة لحراطين لكبح جماح سطوة واستغلال القبائل المتحالفة مع شيطان السلطة.
وهكذا فتنامي هذا النوع من الممارسات المفرط والإستغلال اللاإنساني للأرقاء والعبيد ستنجر عنه وثبة وهبة من لدن هؤلاء الأرقاء والعبيد دفاعا وذودا عن كرامتهم وشرفهم ذودا عن النفس وضد القهر والسحق اللذين تقترفهما القبائل المتحالفة مع شيطان السلطة. إن المصادقة على قانون تجريم العبودية ليس كافيا وحده بل لابد له من متابعة فنحن كنا قد أصدرنا الكثير من القوانين المجرمة للأسترقاق والمتاجرة بالبشر لكنها كلها كانت حبرا على ورق لأنها لم تدعم بالمتابعة والتمييز الإيجابي لهذه الشريحة العريضة. إننا لانريد حربا مع إخوتنا( البيض) وإنما نود فقط مساواة وعدالة تنصفنا وتليق بمقامنا كآدميين.
إن النقمة والإستغلال المفرط والتهميش والعيش الدنيئ الممارس على شريحة لحراطين لاتعود أصوله إلى الدين وإنما إلى التأويلات الخاطئة للدين ومن ثم فإن المتأولين للآيات التي تثبت العبودية ارتكبوا من خلال ذلك أكذوبة لإلصاق الظاهرة بالدين فالدين بريئ منها ونتساءل هنا ماالذي سيقولونه للمولى عز وجل عندما يسألهم عن أكلهم حقوق الآخرين وتهميشهم بل وسيسألهم هلا اعطيتم الأجير حقه؟ ليس ثمة شك في أن هؤلاء الذين يستغلون القصر في المنازل إذا مااستعصى أجر واحد من الأرقاء و المشغلين في المنازل شهورا دهورا فإن مستغله سيلصق به تهمة سرقة مال له بغية التخلص منه إن لم يقتله خاصة عندما يكون الواحد منهم نجا من الموت المحتوم عندما يرفع قضيته إلى العدالة لن يجد أمامه سوى التنكيل واختلاق التهم خاصة أن المتربعين على عرش العدالة في الغالب (البيض) وهو ما يقع الآن فماذا ستقولون للمولى عز وجل في هذا النوع من الحالات اللا إنسانية وكأي من مرة نتصادف مع هذا النوع من الممارسات اللا أخلاقية يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( اععطواالأجير حقه قبل أن يجف عرقه). فماذا تقولون إذا في هذا النوع من الحالات وكيف تردون على حديث الرسول الآنف الذكر.
إن هذا النوع من الممارسات لن يزول إلا بوجود ثورة تتقاطع مع كل الممارسات الدنئة التي تمارس ضد شريحة لحراطين النبلاء جبليا فهم أهل الأرض ( موريتانيا) أصلا وللمسمى حظ من إسمه(لحراطين) فإسمهم لصيق بهته الأرض أي الحراثين ومن هنا فجذورهم راسخة في القدم على أنهم الأحق بها ولا يمكن لأحد أن يسلبهم أرضهم أرض الأجداد والمعاد وهو مايدحض المقولة التي لاتقيم وزنا للحراطين بل وتفند إدعاءات الجنجويد وبيادق السلطة المشرعة للإسترقاق والجاثمة على صدور لحراطين تكريسا للدفاع عن البيض مرددين المقولة الهتلرية << المانيا هي شعب الله المختار>>كذلك فالجنجويد يرى أن البيض هم شعب الله المختار فإلى متى هذا الجلد المستعر للذات الحرطانية؟