حين اختير الأستاذ أباتن ولد عروة مديرا جهويا للتهذيب الوطني بولاية لعصابه قبل أربع سنوات همس البعض إلى بعض كيف يستطيع شاب لم يجرب سابقا إدارة الأشخاص، وخوض غمار قطاع متشعب المشاكل العمل في ولاية ضخمة كلعصابه وبين أهله وفي مسقط رأسه.
وبخطوات ثابتة ،مدروسة ومحسوبة بدأ الرجل العمل، ومع كل يوم يمضي يكشف عن قدرات جديدة، وكفاءة عالية في التعامل ما يَعرُضُ من حالات وما يبرز من مشاكل.
وتمكن في وقت وجيز أن يخلق علاقات متوازنة ،ومنسجمة مع شركائه في الإدارة ،وأن يكون مصغيا ومتفاعلا جدا مع الأهالي وروابط التلاميذ.
وبالشفافية والمكاشفة تمكن من تسيير ملفات اكتتاب العقدويين، ومن جعل المفتشين والمستشارين التربويين وكافة معاونيه موظفين شركاء يجد كل واحد منه ما يفعله لصالح القطاع ،ولعب دور المنسق الماهر ونقطة الارتكاز التي تدور حولها الأمور دون حدوث انزلاق أو خلل أو احتكاك.
وخلال هذه السنوات تم توزيع ما توجهه الوزارة للولاية بعدالة وظلت أيدي ولد عروة نظيفة لم تتسخ بأي منفعة، أو تكسب، أو تربح من أي شيء. كان ذلك يجري أمام الجميع وبشهادة كل عمال القطاع.
وبالرغم من صعوبة هذه الولاية الآهلة بالمجتمعات التقليدية القبلية فإن قطاع التعليم لم يشهد أي أزمات أو مشاكل مهما كان صنفها في عهده سواء داخل الأسرة التربوية أو الأهالي وفي اتجاه الإدارة أو غيرها.
نجح هذا المدير أيضا على طول هذه الفترة في تسيير الامتحانات الوطنية والأنشطة التربوية الكبيرة في كافة ربوع الولاية، و فرض في حالات معروفة أن تشق السيول سباحة ، وعبر الزوارق حتى تتم المهمة، فظلت الولاية في مقدمة الدوائر التي تختم العمل والمهمات على الوجه الأكمل في وقت قياسي.
وفي هذا الصدد كان هذا المدير على درجة عالية من الذكاء ،وحسن المناورة ،والإقناع مما مكنه من بين كافة نظرائه من أخذ غالبية المدرسين إلى جانبه في مناسبات التقويم والإضرابات المتلاحقة.
كذلك استطاع أن يختطف إلى الولاية مكاسب كبيرة في مجال قطاعه سواء تعلق الأمر ببناء المدارس أو جلب المعدات أو فيما يتعلق بالمدرسين. فاستعادت الولاية مكانتها واستردت نصيبها ،وكانت لها الحظوة والحضور.
من جهة أخرى تمكن صاحبنا من ضبط الخريطة المدرسية فوضع حدا للغبن ،ودفع بالمعلمين إلى المدارس الجادة ،و فرض غلق أخرى لا تستحق الاستمرار، موفرا معلمين للمدارس الكبيرة المنتجة ، وهو الأمر الذي كان مستحيلا بفعل الضغوطات وتَمَكُنِ أصحاب النفوذ من التدخل المباشر في كل التفاصيل منذ عدة عقود.
فتهانينا لولاية انواكشوط الجنوبية بهذا الإطار ، الجاد،الكفئ والحاذق.
وتمنياتنا لخلفه بالتوفيق وصيانة ما تحقق من مكاسب والعمل من أجل تحقيق نجاحات جديدة. وفق الله جميع أبناء وطننا للعمل و تقديم التضحيات سبيلا إلى نهوض الوطن ورخاء البلد.
بقلم/ سدينا ولد لبات عضو الرابطة الجهوية للتعليم بولاية لعصابه