الفساد مصطلح يشير بشكل عام إلى حالات انتهاك مبدأ النزاهة ، ويأتي التعبير على معان بحسب موقعه ، ويعرف مصطلح الفساد رواجا كبيرا من حيث التكرار عند ساستنا في السنوات الأخيرة ، خصوصا أولائك الذين يخططون للوصول الى السلطة ..!!
أردت بداية ان اتحدث عن المشكل الذي اهلك الحرث والنسل في هذه الأرض المعطى موريتانيا الغالية علينا جميعا رغم اختلاف الثقافات والألسن ...
ربما يكون معجم أوكسفورد الإنكليزي محق في بعض ما يقول عن الفســــــــــــاد وهو " انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة " لكننا نزيد عليه ونتعدى هذه النظرة بآلاف الأميال البرية والبحرية ...!! نزيد بالواسطة وقد تحدث الباحثون والمنظرون حول الواسطة و المحسوبية ، وقد تضاربت وجهات النظر عن هذه الظاهرة السيئة التي تعيق التقدم والتنمية..!!
ويمكن تعريف الواسطة أو المحسوبية بأنها هي ( طلب العون والمساعدة في إنجاز شيء يقوم به إنسان ذو نفوذ سياسي أو بقايا الزعامات التقليدية ، لدى من بيده قرار العون والمساعدة على تحقيق المطلوب لإنسان لا يستطيع أن يحقق مطلوبه بجهوده الذاتية )
على هاؤلاء ان يتقوا الله في أنفسهم يوم لاينفع مال ولا ولد والله حسبهم ،وليعلموا أنهم ساهموا في انتشار الظلم بين أبناء الوطن الواحد...!
لانحمل من لا ذنب له في مسألة ربما يكون لاناقة له فيها ولاجمل ، لكن نخاطب الذين سهروا لياليهم من أجل لقاء فلان ابن فلان الذي أصبح وزيرا ... أو مديرا ... أو مستشارا...
ونذكـــــــــــــر صاحب النفوذ الذي أعان هؤلاء في نيل شيئ أمام من هو أحق منهم به ، وهو لعمري ظلم مابعده ظلم إذا كنا نعتبر ان الظلـــــــــــم هو وضع الشيئ في غير محله . اتقي اللـــــــــه في نفسك ، الندم على مافات والعزيمة على ان لا يعود .
لتبقى موريتانيا في ماهي فيه ، والسبب واضح وصريح ، فساد منتشر ، ومحسوبية وجهوية كلما شاخت وهرمت خلفت بعدها أبناء برر ، ربما لا يملكون النفوذ الجاهز لدفاع عن هذه الأفكار المتخلفة فكريا وحضاريا ، ليبقو مدافعين بالكلمة الخجولة في أغلب الحالات .
وقد تحدث المنظرون حول المحسوبية والواسطة بأنها سلطان معدي يقف في وجه التقدم والإزدهار للشعوب التي تنتشر فيها هذه العادة السيئة ، بوصفها عائقا للتنمية ، وعقبة كبرى تحول دون انتشار العدالة وخاصة العدالة الإجتماعية التي تعتبر الركيزة الأساسية لإرساء السلم الإجتماعي لأي مجتمع كان ...! وهنا نتذكر موريتانيا وما تعانيه العــــــــــــــدالة من جروح وآلام حادة في آن واحد .
وربما يكفيك هنا ان تكون ابن فلان الذي كان قد تولى المنصب كذا وكذا..!! في فترة خلت غالبا ليشفع لك ذلك في الحصول على الوظيفة التي تود الحصول عليها ، ربما هو نوع من " الإرث الوظيفي " الذي يظن البعض أنه أفضل وسيلة للمحافظة على تاج الظلم وغياب العدالــــــــــــة في زمن الحرية والمساواة ...!؟
وليس هناك أدنى شك بأن اغلب المواطنين المواطنين يتذمرون من الواسطة ...! ومهما يكن الأمر فالمفروض أن تحصل على حقك بدون واسطة من أحد وألا تحصل على حق غيرك بواسطة من أحد ، والسؤال الذي يطرح نفسه علي دائما ماهو الحل لهذه المشكلة ؟ أو بمعنى آخر هل نحن مستعدون للقضاء عليها ؟ أعتقد انه جاء الوقت لمحاسبة النفس والاعتراف بهذه المشكلة كواحدة من معوقات التنمية الإدارية والاقتصادية والاجتماعية في بلدنا.
لقد شاهدنا أنواع الفساد بمختلف تجلياته ومراتبه ، فإذا متى سيظل نقع الفساد يخيم في سماء هذه الربوع ..!؟ سؤال يطرح نفسه علينا جميعا .
المحسوبية هي من اوصلتنا الى هذه الفوضى التي نعيشها اليوم ،وهي السبب في اسناد الأمور لغير اهلها..!؟