سيدي الرئيس أكتب إليكم رسالتي هذه ولست بمعارض هدفه المساءلة ولا بموال غايته المجاملة، لكنني-وهذه حقيقتي- ابن لأم شكت إليه ما تعيشه من تهميش وما تعانيه من عطش...فأراد أن يوصل إليكم شكواها وأن يشرح لكم مضمون الرسالة وفحواها.
حدثتني أمي-حقق الله مناها- وهي الآن في عقدها الخامس أنها منذ ولدت تعرضت لأبشع أنواع الظلم قساوة وأشد أنواع الحرمان ضراوة لم يهتم الجميع بأمرها ولم يُلتفت لواقعها فهي مع عطشها المستمر تصاب بِعَشىً ليلي منقطع النظير لا ينجلي إلا بضوء الشمس لتبصر العالم من حولها يعيش حياة كريمة فتضيق ذرعا بحالها وتسأل الله تفريج همها.
وحين صرتم لها ولأخواتها وَليــــا اعترضت بعض أخواتها محتجات بكونكم نزعتم الولاية بطريقة لا تليق بمقامكم الرفيع، لكن أمنا الحبيبة حرصا منها على السلم الأهلي رأت أن تترك معارضتكم وأن تلتف من حولكم عَلً وعسى أن تلبوا لها ما عجز عنه أولياء أمرها السابقين، ودعت أبناءها إلى المبادرة إلى تهنئتكم ومباركة ثورتكم! ، وصارت تُمني النفس بأن يحقق الله في عهدكم الجديد حلما جميلا رأته ولا يزال يشغل بالها فقد رأت أنابيب يُحفر لها، ومصابيح كالشهب معلقة على أعمدة من خشب...
وهاهي اليوم وبعد ثلاث سنوات من حكمكم المظفر! لا تلقى اهتماما منكم ولا حتى لم تبرمج في أي مشروع من مشاريعكم التي ملأت دنيا حزبكم الحاكم وشغلت ناسه.
سيدي الرئيس أرسلت أمي إلى سعادتكم عدة رسائل مع شخصيات مهمة من أبنائها لكنها لم تُلب بالرغم من أن الأبناء يؤكدون وصولها إليكم وهاهي اليوم تبعث معي إليكم هذه الرسالة تجدد فيها الطلب وتتمنى أن تستجيبوا لمطالبها عاجلا .
يا سيادة الرئيس لا تريد أمنا "صنكرافة" تأسيس جامعة عصرية بها، ولا تدشين أي منشأة اقتصادية ذات تمويل كبير...فهي وإن كان يحق لها على الأقل أن تطلب مثل هذه المطالب إلا أنها لا تريد منكم سوى توفير حلول جذرية لأزمتي العطش و الظلام، وهي على يقين من أن هاتين الأزمتين يمكنكم حلهما دون اللجوء إلى طلب من ممولين أجانب فميزانيتنا-حسب تصريحاتكم المتفائلة- كفيلة بحل هاتين المعضلتين وبشكل سريع.
سيادة الرئيس إن تحقيقكم لهذين المطلبين البسيطين سيخلق لكم دون شك أنصارا جددا ينادون ببقائكم ويهتفون باسمكم، بل سيجعل منكم "شافيزا" جديدا تشرئب الأعناق لتوديعه حين تزف ساحة رحيله عن الدنيا، وستوصفون حينها بأبي الثورة على الظلم والتهميش.
سيدي الرئيس لا أخفيك أن أمنا الحبيبة تتضايق حين ترى أخوات يصغرنها بعشرات السنين ولدن بعد السبعينيات ولا يصل أبناءهن للألفين تنعمن بما لا يتوفر لدى أمنا التي يناهز أبناءها عشرة آلاف تقريبا...
سيدي الرئيس تَرى "صنكرافه" أن المشاريع ينبغي أن تكون موجهة توجيها تنمويا لا جهويا و طائفيا، لذا ترى أن مما يبرهن على نجاحكم تقديمكم للأولويات على حساب غيرها.
سيدي الرئيس ليست مياه "بوحشيشه" منا ببعيد هي فقط ثلاثون كيلومترا تنقص إكمال مشروعكم التاريخي! الذي سيحيي أنفسا من أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا.
وفي انتظار اكتمال مشروعكم التاريخي تبقى عينا "صنكرافه" مفتوحتان على "التلفاز" وأذناها مصغيتان ل"الإذاعة" كي ترى وتسمع من الأخبار ما تقر به عينها.