كتب اليستر في بيتش متسائلا عن موقف السيدة الاولى السورية، حاملة الجنسية البريطانية ومن اصل سوري، اسماء الاسد مما يجري من احداث في سورية ومما ترتكبه قوات زوجها بشار الاسد من قمع ضد ابناء شعبها. وقال ان مجلة ’فوغ’ المعروفة اطلقت عليها ’زهرة في الصحراء’، فيما ذهبت باري ماتش الفرنسية ابعد من هذا ووصفتها ’بضوء في بلد يمتلئ بالمناطق الداكنة’، واشار كاتب المقال في صحيفة ’اندبندنت’ ان السيدة الاولى عندما دعت مجموعة من عمال الاغاثة لمناقشة الوضع الامني في البلاد الشهر الماضي بدت وكأنها فقدت بريقها. ويقول الكاتب ان اسماء التي ولدت في غرب لندن تعرفت على حقيقة الوضع الامني والوحشية التي يرتكبها نظام زوجها، وبحسب المتطوع في منظمة غير حكومية حضر اللقاء فان اسماء لم تبد اي قلق على مصير المتظاهرين الذين لم يتعبوا من الخروج اليومي مطالبين بالحرية والتغيير. وقال المتطوع ’ابلغتها عن قتل المحتجين واخبرتها عن هجوم قوات الامن على المحتجين، وعن الجرحى الذين تعتقلهم قوات الامن وتمنع نقلهم الى المستشفيات، ولم تحرك ساكنا، بل لم تبد اي اهتمام على الاطلاق، وبدا الامر وكأنني اتحدث معها عن امر عادي، امر يحدث كل يوم’ قال الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه. وقال كاتب المقال ان عمال الاغاثة السوريين الذين يعملون على مئات الجرحى في الوقت الذي تواصل فيه قوات لانقاذ امن النظام ملاحقتهم وتستخدم ضدهم الرصاص الحي وقذائف المدافع، وتم الاتصال بهم من مكتب السيدة الاولى حيث ارادت الاستماع عن المصاعب التي تواجههم وهم يعملون في الميدان، وتم اللقاء في دمشق. وقال المتطوع ان اسماء الاسد ’سألت عن المصاعب ومخاطر العمل في ظل الظروف الحالية’. ولكن عندما انحرف الحديث نحو الانتهاكات واساءة استخدام السلطة لم يظهر على وجه السيدة الاسد اي تغير، واضاف انها ’تشاهد كل شيء يحدث، كل شيء من خلال الاخبار ومن المستحيل ان لا تكون تعرف’. وحتى لو كانت اسماء تعرف عن الوضع والانتهاكات التي ادت لمقتل 3 الاف مواطن منذ بداية الانتفاضة قبل سبعة اشهر فالسؤال هو ما يمكنها فعله. ونقل الكاتب عن كريس دويل من مجلس التفاهم العربي البريطاني انه ’ايا كان موقفها فانها مسلوبة القوة’، واضاف انه من المستحيل ان يسمح لها النظام التعبير عن رأيها المعارض او تغادر البلاد. ونقل الكاتب عن كاتب سيرة لعائلة الاسد ان بشار اختار اسماء التي بدأ يقابلها اثناء دراسته في لندن ضد ارادة عائلته، مشيرا ان بشار كانت له صديقات جميلات قبل ان يتعرف عليها، وقال ان موقف عائلته يأتي لانها سنية وهو علوي ولهذا عارضوا زواجه من خارج الطائفة. ومنذ زواجها قامت بحملات ودافعت عن قضايا متعددة وساعدت المنظمات غير الحكومية، وكذلك عملت على التوعية بأوضاع اصحاب الاحتياجات الخاصة، فيما قامت بحملة لاصلاح عدد من المتاحف السورية التي كانت في وضع سيىء. ويرى الكثيرون حسب الكاتب ان اسماء سيدة متمدنة اصبحت الوجه الجميل لنظام منبوذ فيما يرى اخرون انها نسخة عربية من ماري انطوانيت التي لم تكن تهتم بمصير شعبها. وذكر الكاتب بمقال ’فوغ’ وزيارة النجم السينمائي براد بيت عام 2009، حيث قالت المجلة ان بيت الاسد يمارس ديمقراطية ولا يتم اتخاذ قرار دون تصويت، ويختم الكاتب بالقول ان الكثير من السوريين يعبرون عن غضبهم عن السبب الذي لا توسع فيه العائلة مساحة الديمقراطية لتشملهم. يذكر ان اسماء كانت طالبة مميزة في دراستها وتخرجت في علوم الكمبيوتر من كلية لندن الجامعية وعملت في المجال المصرفي قبل ان تتزوج بشار وتنتقل الى سورية.
المصدر القدس العربي