يمتهن عدد من معيلي الأسر الفقيرة بمدينة كيفه مهنة السِّلاخة ، وذلك بجوار أسواق بيع الأغنام، ويبكر هؤلاء للبحث عن الزبناء حيث يتتبعون الداخلين للسوق لعرض خدماتهم العضلية.
فيقوم صاحب الحظ الذي ظفر بالشاة بذبها سريعا، وبسلخها ووضعها في حاوية وتقديمها لصاحبها.
ويأخذ مقابل ذلك العمل 500 أوقية مع رقبة الشاة وبعض بقايا اللحم الهامشية، و1000 أوقية إذا كان صاحب الشاة لا يريدها منقوصة.
لا ينتظم السلاخون في مدينة كيفه في جمعيات أو اتحادات ، ولم تقم الجهات البيطرية المعنية بفعل شيء لتنظيمهم، لتبقى المهنة حرة، فوضوية يعتمد فيها الواحد على علاقاته الخاصة بالزبناء.
وحسب خونه ولد حيده الناطق باسم هؤلاء فإن السلطات البلدية لا تأخذ عليهم ضرائب، لكنهم هم من يتولى الدفع عن صرف الأوساخ ونقلها خارج المدينة.
ولا يتذكر هؤلاء أي عون تلقوه من السلطات ولم يحظوا بأي لفتة تساعدهم وتحسن مهنتهم.!
وحول التدابير التي يقوم بها هؤلاء فيما يتعلق بنظافة وصحة المكان الذي تتم فيه السِّلاخة ، يقول المتحدث إنهم يبذلون ما في وسعهم لتنظيف المكان ، وكذلك الأدوات غير أن دخلهم المتواضع يحول دون تحقيق ذلك بشكل كاف.
وبدوره أكد السلاخ يب أن هذه المهنة تبقى على الهامش، ولم تحظ في أي يوم باهتمام السلطات رغم عيش العشرات من الأسر على ما تدره.
يعمل في هذه الحرفة بسوق "التميشه" بمدينة كيفه حتى إعداد هذا التقرير حوالي 30 سلاخا، وحسب تقييمهم لمردودية هذا العمل فإنه يتفاوت حسب المواسم والمناسبات فخلال فصل الخريف يمكن أن يبلغ دخل السلاخ 5000 إلى 6000 أوقية يوميا ، وكذلك في الفترات التي تعرف حملات انتخابية وأيام الأعياد، أما خلال الأيام العادية في باقي الفصول فيتراجع ذلك إلى ما بين 2000 أوقية لليوم إلى 3000.
لا يبدوا أن القطاعات المعنية بهذا المجال سواء إدارية أو بلدية أو بيطرية تولي أبسط اهتمام بهذه المهنة اللصيقة بحياة المواطنين، المتعلقة بتهيئة اللحم المادة الرئيسية في موائد الناس، سواء فيما يتعلق بتحسينها وتطويرها بما ينفع أهلها وزبناءهم أو على مستوى السلامة فكل شيء حاضر بهذا السوق غير شروط الصحة والنظافة، حيث يتم السلخ على طاولات هي مكان مبيت الكلاب والقطط وما شاء الله من حشرات وحيوانات وتسلخ الذبائح في مكان تجمعت فيه الدماء مع باقي الفضلات.!
لا يوجد أي مؤشر على أن هذه الحرفة التي يعيش عليها عشرات الرجال الفقراء المعيلين ستجد طريقها للتطوير في المستقبل المنظور، وذلك لسبب واحد هو غياب الدولة عن استغلال هذه المهن وتفرجها على هذه الصنف من الأنشطة ذنب أصحابه الوحيد هو أنهم ضعفاء.!