كشفت مصادر مطلعة للأمل الجديد أنها حصلت على مؤشرات تفيد بحملة ديبلوماسية موريتانية لفك العزلة التي تطوقها مع عدد من جيرانها خشية استغلال محمد ولد بوعماتو أو المصطفى ولد الإمام الشافعي لعلاقاتهما بهذه البلدان لإضعاف النظام الموريتاني. وقالت هذه المصادر إن ولد عبد العزيز ربما يخوض حربا استباقية لتأمين علاقات نظامه مع كل من المغرب والسينغال والنيجر ومالي بعد التصفية التي بدأها ضد مجموعة ولد بوعماتو التجارية والأنباء التي راجت قبل ذلك عن لقاء مفترض بين ولد بوعماتو وولد الإمام الشافعي وهو اللقاء الذي نفى ولد الشافعي وجوده مؤكدا أنه لا يعرف ولد بوعماتو إلا من خلال شاشة التلفزيون، وتعتقد الأوساط الرسمية الموريتانية أن قوى استخباراتية إقليمية وبعض الدول المجاورة قد تلعب دورا في إضعاف النظام الموريتاني نظرا لتردي علاقات دولها مع سلطات نواكشوط. ولكسر هذا الطوق بادر ولد عبد العزيز إلى مد اليد للرئيس السينغالي ماكي صال الذي التقى به في كوت ديفوار على هامش قمة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا ودعاه إلى نواكشوط حيث منحه مجموعة كبيرة من رخص الصيد، كما أعاد له إحياء اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين وضمن بذلك ولاء السينغال، ثم وجه ذات الدعوة إلى الرئيس النيجري الذي يعتبر ولد الشافعي مستشارا له وقام بربطه بعلاقات خاصة مع قطاعي المعادن والصيد البحري واستخدمه كوسيط بينه وبين النظام المالي الذي كان غاضبا من موريتانيا بسبب ما وصفته السلطات المالية مرارا بأنه تسليح ولد عبد العزيز للحركات الانفصالية الأزوادية في شمال مالي، وبذلك ضرب ولد عبد العزيز عصفورين بحجر واحد: أقام تحالفا مع رئيس النيجر وأعاد العلاقات إلى مجاريها مع حكومة باماكو، ودفع ولد عبد العزيز ثمنا لذلك استعدادا غير مشروط لدعم مالي عسكريا في حربها ضد الجهاديين وفق الأجندة الفرنسية المالية، واستقبل ولد عبد العزيز يوم أمس رئيس مالي كثمرة لنجاح الوساطة النجرية، وبذلك يكون قد فك الطوق الإفريقي المناوئ له باستثناء دولة بوركينافاسو التي يقيم فيها ولد الإمام الشافعي والتي يبدو أن رئيسها بليس كومباوري لم يستجب بعد لأي إغراء من إغراءات النظام الموريتاني، وعلاقاته بولد عبد العزيز ظلت متدهورة لأكثر من ثلاث سنوات وهو حليف قوي للمغرب التي يبدو أن الديبلوماسية الموريتانية تركز عليها منذ أيام كذلك، وينتظر وصول وزير الخارجية المغربي إلى نواكشوط اليوم لإحياء وتعزيز العلاقات بين البلدين، ولضمان تحييد أي دور محتمل للمغرب لا ينسجم مع تطلعات النظام الموريتاني. وبينما يثق المراقبون بأن المساعي الديبلوماسية الرسمية لنظام ولد عبد العزيز قد نجحت في فك الطوق الافريقي عنه يعتقد المحللون أن الرد الديبلوماسي لرؤساء الجوار على المساعي الموريتانية لا يعني تغيير السياسة الاستراتيجية لها، فقد تعودت الدول على حصد التنازلات التي يعرضها عليها النظام ثم المطالبة بتنازلات جديدة طالما لا تنسجم مواقف النظام مع توجهاتها. ويعاني النظام الموريتاني الذي يتبنى طرحا أقرب إلى الطرح الجزائري في أزمة الساحل والصحراء من عزلة قوية على محور باريس - المغرب - افريقيا ولا ترتبط التحركات الظرفية الديبلوماسية والسياسية لهذه الدول باستراتيجياتها التي تبينها على مصالحها الاستراتيجية طويلة الأمد، وذلك شيء اعتاد عليه المراقبون طيلة السنوات الماضية. وتقول بعض التسريبات الإعلامية إن الوزير المغربي قد يحمل معه وساطة في ملف ولد بوعماتو الذي يقم في مراكش دون أن تتأكد هذه المعلومات، كما لم يتأكد شيء بخصوص الوساطة التي تحدثت تسريبات أخرى عن قيام رئيس النيجر بها في شأن ولد الإمام الشافعي المطلوب بموجب مذكرة اعتقال دولية من طرف النظام الموريتاني وهي المذكرة التي لم تستجب لها السينغال وكانت سببا في تدهور علاقات ولد عبد العزيز مع ماكي صال كما لم تستجب لها النيجر ولا مالي ولا بوركينافاسو التي يقيم فيها هو، ولا المغرب التي تقيم فيها عائلة ولد الإمام الشافعي كذلك.
الأمل الجديد