أعتمد الموريتانيون المتسيسون منذ زمن بعيد نسبيا عدة طرق ووسائل للفت أنظار الحكومة إليهم، من أجل إيصال فكرة أو تقديم نصيحة أو تقديم مقترح لحل مشكل شخصي أو حزبي أو وطني. أو من أجل هدف واحد ووحيد في أغلب الحالات هو الحصول على منصب أو صفقة مقابل ذلك الموقف.
ومن هذه الطرق طريقة تقمص دور المعارضة، وممارسة النقد والنقد لاذع إلي درجة التحريض على الكراهية والعنف، وكذلك بث الإشاعات وحتى الفيديوهات المفبركة والمضللة. وقد يعمد آخرون إلى تبني دور الموالاة المبتذلة، ويبالغوا في ذلك بأسلوب الإطناب والإطراء والتصفيق إلى درجة الابتذال والسطحية، وهي طرق قد لا تؤدي إلى الهدف المرجو منها دائما.
وبين هذا وذاك تضيع الحقيقة، ويُفتقد ذلك الطرح المتوازن والتحليل الموضوعي الصادق للأحداث، وهو ما يحتاجه حقيقة ويبحث عنه الشعب والسلطة الحالية على حد سواء.
إن النخب السياسية المتعاقبة في الموالاة والمعارضة منذ نشأة الدولة الوطنية تمارس عملية لفت الانتباه بإحدى هاتين الطريقتين التقليديتين التين أصبحتا متجاوزتين في الممارسة السياسية اليوم. وفي كلا الحالتين يكون النقد المعارض والإطراء الموالي يخدمان في الغالب نفس الهدف، بغية تسجيل موقف شخصي بعيدا عن هموم ومشاكل الشعب والمصالح الوطنية الكبري في أكثر الأحيان.
ومن الملاحظ اليوم أن ما أصبح يحصل عليه معارضوا برنامج تعهداتي يكاد يتجاوز ما يحصل عليه داعموه، وهذه مسألة تحتاج إلى كثير من التمعن والتأمل والدراسة.
إن وجود الصورة والصوت اليوم ساهم وبشكل جدي وجوهري في تعرية وفضح واجهة الصف الأول من الطبقة السياسية المعارضة والموالية على حد سواء، وقد آن الأوان لإشراك النخب السياسيةالصادقةو النظيفة، والتي دعمت هذا النظام منذ الوهلة الأولى، وصوتت له باعتباره خيارها الأساسي، من أجل بناء دولة القانون والمواطنة. بل ودافعت عن هويته الخاصة عندما عارضت برنامج "استمرار النهج"، وفكرة إسناد مرجعية الحكم إلى الرئيس السابق . وبما أنه من حق هذا النظام على هذه النخبة الصادقة الدعم والمساندة؛ فإن من حق هذه النخبة أيضا على هذا النظام حق إحتضانها وإشراكها في أمور التسيير والإدارة لعملية البناء الوطني.
جعفر ولد الشرفه رئيس تيار مواطنون السياسي.