مسألة تموين السوق حجة هزلية تكررها الحكومات الموريتانية منذ عدة عقود كلما خجلت من الغلاء وتصاعدت أصوات الجماهير مستنكرة.
والمتابع لهذه الأغنية المجترة منذ زمن بعيد يخال هذا التموين من تدبير محلي عبر صناعة وطنية واكتفاء ذاتي ، أو أن الحكومة نجحت في تموين السوق في ظل حصار دولي أو حرب ضروس أو كوارث طبيعية تمنع النقل وتدمر محاصيل الدول التي نستورد منها.بل إن دولا فاشلة وممزقة حول العالم أخفقت في كل شيء عدا "تموين السوق".!
صحيح أن الليبرالية المتوحشة والفوضى العارمة لدخول المواد إلى السوق الموريتانية مهما كانت فاسدة أو مغشوشة تحول الأسواق إلى أوكار تغص بالسلع والبضائع إن لم نقل "نفايات العالم" ، وصحيح أيضا أن هذه المعروضات على كثرتها لا توزع مجانا ولا تباع بأسعار "اجتماعية"، وأنها أهداف صعبة أمام مواطن فقير لا دخل لديه.!
إنها ملك تجار جشعين لا حدود للربح عندهم يفعلون ما يشاءون أمام مصالح حكومية عاجزة عن المتابعة والرقابة، ومتلكئة إلى حد الإهمال والتفريط في تطبيق القوانين الحامية للمستهلك.!
لقد آن أن تنتهي هذه الحجة التي تحتقر عقول المواطنين، وتظهر الحكومة مخلوقا غبيا بائسا يثير الشفقة.!
وكالة كيفه للأنباء