لا تزال تفاعلات فضيحة توظيف أموال الجيش من طرف سماسرة مدنيين لغرض التربح والإثراء تثير استياء واسعا فى الأوساط العسكرية ولدى الرأي العام خصوصا أن الكثير من خيوط القضية لا تزال غير واضحة.
وحسب معلومات حصلت عليها "أقلام" من مصدر خاص فان محاسب الجيش، المساعد أول ديدي ولد بوعمامة الذي يشغل المنصب منذ 30 سنة، قد تعود على توظيف السيولة النقدية فى خزينة الجيش من خلال بعض السماسرة من أقاربه من خارج المؤسسة العسكرية، وكان يفترض أن يستفيد من التقاعد قبل سنة غير أن جهات عليا فى الدولة تدخلت لكي يتم تمديد فترة خدمته في منصبه رغم أن قوانين الجيش تمنع التمديد لمن يبلغ سن التقاعد.
وأضاف مصدرنا، المطلع على تفاصيل الملف، أن اعبيدي ولد الخوماني الذي رفض إرجاع اكثر من 400 مليون أوقية الى ابن عمه ولد بوعمامه ليس سوى أحد عناصر شبكة من السماسرة المدنيين والمحميين من طرف نافذين فى السلطة والذين جمعوا ثروات باهظة بالتواطئ مع محاسب الجيش.
وحسب المصدر فان التحقيق الأولي مع المحاسب ولد بوعمامه كشف أنه تعود منذ سنوات على إعطاء مبالغ تصل الى مئات الملايين الى ولد الخوماني وشقيقه الأكبر (يملك فندقا يؤجره فى اكجوجت لشركة النحاس ام سي ام) ليقوموا بتوظيفها فى شراء المعدات والتجهيزات وبيعها لشركتي تازيازت وام سي ام وبعد تسديد الشركتين لمشترياتهما يتم إرجاع المبالغ الى خزينة الجيش بعد جني الشبكة لمئات الملايين من الأوقية من العملية.
ويؤجر محاسب الجيش ولد بوعمامه فندق النجم الذهبي فى تكند والذي يملكه للجيش الأمريكي الذي يقيم فيه بعض عناصره بمبلغ 7 ملايين أوقية شهريا.
وكانت فرقة من الدرك قد اعتقلت ليلة السبت فى حي درا البركة الشاب اعبيدي ولد الخوماني المتهم الرئيسي في القضية بعد هروبه بمبلغ 420 مليون أوقية تمثل رواتب للجنود أعطاها له المحاسب لتوظيفها والتربح منها. كما تم اعتقال المحاسب ولد بوعمامه.
اقلام