يعيش مركز استطباب كيفه منذ تدشينه في شهر أغسطس 2016 عزلة فاضحة بسبب تراجع الحكومة عن بناء طريق إليه بعد أن رمت به في الطرف القصي من المدينة،وفي مكان لا يمكن أن تصله سيارة إلا بالمرور بالسوق المركزي وأكثر أحياء المدينة زحمة وعبر أزقة ضيقة.!
وقد قامت الحكومة يوم التدشين بتنفيذ مشهد مسرحي حيث تحركت الجرافات بحضور الوزير الأول ولد حدمين الذي ترأس حفل التدشين لتبدأ أعمال هذا الطريق، ثم تتوقف بمغادرته ليبق مطلب الطريق قائما حتى اليوم.!
ومن المثير للدهشة أن ذلك العمل الكاذب وقع في عهد نظام يٌتهم بالفساد أعقبه نظام يدعي الإصلاح دون أن تظهر أي بادرة لإقامة هذا الطريق حتى كتابة هذا الخبر، وهو الأمر الذي يسبب مشاكل لا تحصى لزواره ويحوله إلى وكر يصعب الوصول إليه كأي قرية نائية أو قلعة أنشأت زمن الحروب.!
هذا المشكل البنيوي الذي يعيشه هذا المرفق يفاقمه العطش حيث عجزت هذه الحكومة أيضا عن إيصال الماء إليه ليشرب عبر صهريج يعبئ حوضا سرعانما ينفذ فيعود الصهريج وهكذا.!
وقد تطورت مشكلة العطش بالمستشفى عندما توقفت الشبكة الداخلية عن الضخ لأسباب فنية تورط فيها الصينيون الذين بنوا المستشفى فعاد المستشفى إلى طريقة استخدام القوارير والسطل والأكواب، وقد تردد في المدينة أن طبيبا خرج من غرفة العمليات وعندما هم بغسل يديه إذا بالحنفية يابسة.!
لن يصدق أحد أن مستشفى إقليميا يستقبل المرضى من خمس ولايات يظل على هذا الحال، وذلك على مرأى ومسمع كافة القوى الحية بالولاية ،وفي حضرة المنتخبين والأطر وقادة الرأي وكأن الأمر يجري في كوكب آخر.!
لقد سقطت الشعارات المرفوعة من قبل هذا النظام وتبين أنه سائر حافرا بحافر على خطا أسلافه.