نخبك سيدتي ... حملتني في بطنها تسعا .. و رأضعتني من ثديها الطاهر .. و ربتني صغيرا .. سهرت لكي أنام .. تعبت لكي لا أشقى .. أعطتني بإسراف من حنانها الدافئ .. رعتني آناء الليل و أطراف النهار .. كان حجرها دوما ملاذي حين أمرض .. حين أخاف .. حين أشعر بالضجر .. و كتفيها كانا مطيتي .. و جدائلها كانت لعبتي المفضلة حين أمل ألعابي .. و حين تتأزم المواقف و يقف العالم كله في وجهي كانت هي و بدون شروط تكون نصيري . سيدتي اليوم بعدما صرت القيصر و الفرعون لن أؤدك .. لن أطمرك في التراب ، و لن أعتبرك رجسا من عمل الشيطان، ولن أعتبرك كائنا غريبا، أو دونيا ..بل أنت أيقونتي و الشمس التي تنسخ الظلام من حياتي . سيدتي إني حين أحبسك بين أربعة جدران كئيبة ، أو أكلم فاهك ، أو حين أجعلك تناضلين من أجل إيجاد ذاتك ، و تحقيق كينونتك أكون إبنا عاقا ، وولد لئيما ، لا يستحق عطفك و حنانك ، لا يستحق عطفك و رافة حسك ، لا يستحق وقع أصابعك الناعمة على جبينه الساخن و هو طفل ساذج . لا أحد اليوم سيدتي بإمكانه أن يفرض عليك السير على درب لا تختارينه، لأنك اليوم تمثلين أكثر من نصف المجتمع و لك معروف في رقبة كل فرد من نصفه الآخر ، لا أحد اليوم يمكنه منعك من التألق و التقدم و نيل ما تستحقين فآدم اليوم أدرك أن زمن الوأد ولى و انصرم . سيدتي لكي لا يكون الأمر ضبابيا إعلمي أن دين الإسلام دينك الذي إرتضى الله لك ، هو من حررك و كسر قيودك ، و بعثك من مرقدك تحت الثرى ، و ليس الغرب كما يدعى اليوم ، لذا فلا تظني أن الحرية في تقليد المرأة الغربية و لديك المنبع الصافي ، و المورد الحسن (الشريعة الإسلامية السمحاء ) فالغرب لا يعدو كونه مستخدما لتلهف المرأة الإسلامية إلى ما يسمى بالحرية و أذكر في هذا الصدد قول المستشرق الإنجليزي برنارد لويس المختص بشئون العالم الإسلام حين طلب منه أن يكتب رأيه في مستقبل ما يسمى بالشرق الأوسط فقال : (سنحسم التغريب في الشرق الأوسط من خلال ثلاثة عوامل: إسرائيل، وتركيا، والمرأة)فهذا يسمى استغلال . و ليس آدم هو من يفرض عليك كيف يجب أن تكون أخلاقا ، و تدينا ، و تحضرا لأنه ليس أقرب لك من الشريعة الإسلامية المرجع الأول و الأخير في كل هذا ، فهي التي رفعت عنك الظلم حين كان من ولدت له بنت يظل و جهه مسودا و هو كظيم ، و هي التي أمرتك أن لا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى لكي لا ترخصي نفسك . نخبك سيدتي بمناسبة عيدك ، نخب تعلمك ، و تقدمك ، و نيلك لحقوقك كاملة دون شروط بما لك من معروف علي و بما لي من حاجة فيك .