في مثل هذا اليوم 8 مارس 2012 رحل عن عالمنا رجل ليس كالرجال عاش بيننا ملكا للخلق والتفاني في العمل كان إذا تكلم أبدع وإذا سكت بدي أروع كان إنسان ندر مثله في هذا الزمان عرفت منه الصدق والأمان فهو مثل للصداقة والكتمان كان يرعي مصالح اقرأنه قبل نفسه وهب نفسه لتوصيل عديد الرسائل صدحت حنجرته في كل مقاطعات الوطن ، وعبر الشاشة الصغيرة كان كبيرا ،وعبر منابر المجتمع كانت ضحكاته تحرك أفواه الأطفال قبل الكبار حبا فيه، عاش بيننا بحق مختلفا لا يعرف الملل يعمل بجد كون لنفسه أجمل اللحظات فكان لإبداعاته مع النظراء المربون بداية الانطلاقة وكانت لمساته المسرحية في جمعية سفا هنك ينال هند sifa hanki binal hande نقطة الوصول التي استطاعت أن توصله إلي عمالقة المسرح بجانب بط مقعور وزملائه فكان بينهم بطلا شهيرا ترك الأثر الطيب في نفوس الناس فكان بحق محبوب الناس بمختلف أشكالهم ، منذ أن عرفته لا اعرف له شجارا مع زميل ولا حقدا لشخص ولو كان رذيل ، مهما قلت عنه لن أوفيه حقه ، تنقلت معه في ربوع الوطن لأزيد من عشرة سينين كان فيها بطلا بيننا لا يعرف إلي العمل والعمل فقط لم أراه يوما متثاقلا أو متكاسلا أو متخاذلا بل كان قمة في الطاء لا لشيء سوي خدمة للوطن افني عمره في التحسيس لأنه كان يقول رحمه الله ولدت لكي اخدم وطني بإخلاص,
احمل نفس الاسم مثله لكنه بأمانة كان كبيرا في كل شيء كثيرون هم من يجهلون ما كان يقوم به فهو بالإضافة إلي كونه عضوا في عدة جمعيات ناشطة في مجال التحسيس والمسرح كان كاتبا مسرحيا ومؤلفا لعدة كتب بالغة البلارية بالإضافة إلي كونه أستاذا للغة البلارية كان كذلك مترجما من اللغة الفرنسية إلي البلارية وكان لي الشرف أن عملت معه في شتي هذه المجالات ,
عمل رحمه الله في إنعاش مئات الخرجات التحسيسية حول السيدا والأمراض المنتقلة إلي الجنس وحقوق الإنسان والمواطنة كما شارك صوتا وصورة في عديد الأفلام التوجيهية التي تعتبر من أهم ما أنجز في مجال العمل التوجيهي كما أن صوره استخدمت في اكبر عمل يخدم التحسيس حول المواطنة فوصلت تلك الصور إلي كل مناطق الوطن فاستحق بذلك أن ألقبه بالرجل الوطني ,
لن انهي هذا المقال قبل أن أعرج علي أخر يوم للرجل في الحياة كان طبعا الثامن من مارس 2012حيث كان لي الشرف أن أكون المشرف المباشر علي أخر عمل يقوم به الرجل قبل أن يغادر إلي باريه،
كان عمار باه رحمه الله كعادته نشطا لم يلاحظ زملائه أي تغير في طبيعة عمله ، كان مرحا كما عهدناه مرحا ممازحا يكلم الكل ويضحك من الكل كان نشاطا ناجحا كما جرت العادة أن تكون النشاطات التي يشارك فيه في ما اذكر انه مجد كثيرا المرأة وطالب بالاحتفاء بها كل يوم كما طالب بمحاربة كل الظواهر التي من شانها إعاقة مسيرتها التنموية ثم غادر إلي بيته لتصلنا وبسرعة أخبار رحيله ظن الجميع في الوهلة الأولي أنها مجرد أكذوبة لكنها كانت الحقيقة المرة رحيل رجل عظيم ترك خلفه إرثا من الأخلاق والمحبة في نفوس اقرأنه فاستق مني الثناء في ذكري رحيله السنوية ، كان لي خير صديق وناصح ورفيق درب عظيم ستبقي مناقبه العظيمة عصية علي الكتابة مهما كتب عنه وقيل عنه فهو ليس مجرد كوميدي بل كوكب من النماء والعطاء ورحيله خسارة كبري للوطن و لكل من تعاطي معه رحمه الله واسكنه فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون