استطاعت بلدية الصفا الريفية في مقاطعة تامشكط مع أول عمدة لها الوزير السابق المرحوم المجتبى ولد همد فال بأن تنهض بسرعة استثنائية في نهاية الثمانيينات من القرن الماضي، فشكلت حيزا ترابيا شهد الكثير من انتعاش وتوسيع الخدمات العمومية والتنظيم الحضري والتوءمات حتى باتت النموذج الذي يحتذى في المنطقة.
وذاع صيتها في كل الأصقاع، وهي البلدية الريفية الناشئة فتصدرت بلديات الوطن الريفية في مجال التنمية فضلا عن الحضور المعنوي الذي حولها إلى عاصمة تتجه الأنظار إليها في كبريات القضايا، وتنال ثقة وإعجاب الشركاء في الداخل والخارج.
ربطت قرى البلدية بطرق ومسالك تقليدية للتخفيف من العزلة وتسهيل التواصل بين كافة أجزائها وتوج ذلك بانتزاع الطريق الممهد عبر أفله الذي أصبح اليوم معبدا، وتم تنظيم التعاونيات والمنظمات النسوية وشهد الشباب في ذلك العهد الذهبي نهضة كبيرة فتصدر المهرجانات الجهوية ليختطف الأضواء ويمثل الولاية في الفعاليات الوطنية.
لقد جلب الكثير من المشاريع، والمنافع للساكنة، ونظفت بعد التنظيم عاصمة البلدية وقراها الكبيرة ، فضلا عن بناء السدود الزراعية وحماية البيئة، ودعم المحاظر والبنية المدرسية والصحية.
ثم يأتي السقوط المدوي بعد تولي شباب الأمر هناك، وهم أطر تعاقبوا على هذه البلدية فاتخذوا منها حليا يكمل زينتهم ، وأداة لفتح آفاق جديدة وتحقيق المآرب الشخصية، فضنوا عليها حتى بالزيارة وإلقاء التحية،فبات ذلك الوكر الذي كان يدب بالحياة والنشاط والبناء أيام قيادة " العمدة الكهل" مكانا قفرا بفعل العمد الشباب فتسلقت العنكبوت مع الجدران وسكنت الدواليب ،وعزف الناس عن الزيارة وتحطم الأمل، ولم يعد من ذاكر اليوم لتلك البلدية التي حققت المعجزات في ظروف قاسية جدا وغير مواتية على الإطلاق لتتدحرج من قمة السلم إلى ذيله.
إنه السقوط المدوي حقا، والنكوص المؤسف الصادم.
رحم الله القوة الهادئة، العمدة والإنسان المجتبى ولد همد فال.