في الفاتح جوان من عام 1972، وفي منتصف النهار، كان ميلاد مختار بلمختار بن محمد بلمختار والشامخة الزهرة بنت الشيخ في مليكة بولاية غرداية، كان فاشلا في دراسته ولم يتجاوز السنة الأولى ثانوي، حاول والده تعليمه حرفة الميكانيك، حيث والده ميكانيكي حتى الآن في غرداية، إلا انه رفض تعلم الصنعة.. وهو ما عرّضه للضرب المبرح أمام المارة مما جعله ميالا للانطواء والوحدة إلى أن استغله المدعو بلال بوعامر الحداد الذي يجند الشباب للجهاد في أفغانستان، في نهاية الثمانينات، استخرج له جواز سفر رغم انه لم يصل عمره القانوني، وسافر إلى أفغانستان رغم احتجاج والده لدى السلطات حينها عن منحه جواز سفر دون موافقته باعتباره وليه الشرعي.
كان من أوائل الملتحقين بالعمل المسلح مباشرة بعد توقيف المسار الانتخابي سنة 1992، وكان يستهدف حينها مركبات الدرك والجمارك والشركات العمومية في الصحراء.
والتحق مباشرة بالتنظيم الارهابي "الجماعة الاسلامية المسلحة" ببلعباس، ثم تيارت، ثم آفلو، قبل أن يعود إلى غرداية، سنة 1994 التحق بكتيبة الشهادة التي تنشط بولايات غرداية والأغواط في تلك الفترة، وتدرج فيها إلى أن أصبح أميرا لها إلى غاية 2002، حيث أسس كتيبة الملثمين واستقر في الجنوب، يوم 11 نوفمبر 2003 أدرج اسمه في القائمة الموحدة المطلوبة لدى الولايات المتحدة الأمريكية باعتباره مرتبطا بتنظيم "القاعدة" وزعيمه أسامة بن لادن.
بلعور.. رصيد ثقيل بالإجرام، أحكام غيابية بالسجن وأوامر دولية بالتوقيف
صدر في حق الإرهابي مختار بلمختار أمر بتوقيف دولي بسبب انخراطه في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، وفي جوان 2004 أصدرت محكمة تيزي وزو حكما غيابيا بسجنه20 سنة بتهمة تشكيل جماعة إرهابية وارتكابه أعمال السطو المسلح، وفي مارس 2007 أصدرت محكمة جنائية بالعاصمة حكما بسجنه 20 سنة بتهمة تشكيل جماعة إرهابية واختطاف أجانب، وفي مارس 2008 أصدرت محكمة غرداية حكما بسجنه مدى الحياة لاتهامه بالوقوف وراء جريمة أودت بحياة 13جمركيا، كما شارك بلمختار في اختطاف دبلوماسيين كنديين سنة ، وآخر عملياته، الحادثة التي استهدفت مصنع الغاز بتيڤنتورين التي تبنتها كتيبته الجديدة "الموقعون بالدم" التي أسسها بعد أن أزاحه درودكال من قيادة كتيبة الملثمين.
لم تستبعد مصادر أمنية جزائرية أن تكون المعلومات التي أعلنها الجيش التشادي والمتعلقة بمصرع مختار بلمختار صحيحة وموثوقة، حيث اشار بيان للجيش التشادي تلاه قائد الأركان في القوات التشادية عبر التلفزيون الحكومي أن قواته قصفت موقعا جبليا يتحصن فيه عدد كبير من الإرهابيين ومن بينهم زعيمهم مختار بلمختار.
ويرتقب أن يتم أخذ عينات من جثة "بلعور" وتسليمها للقوات الجزائرية ضمن التنسيق الأمني لإجراء التحاليل الطبية اللازمة للتيقن من كون الجثة هي لمختار بلمختار المدعو "خالد أبو العباس" أمير "كتيبة الموقعون بالدم" ورئيس مجلس شورى ما يسمى "المجاهدين" الذي تتبعه حركة "التوحيد والجهاد" و"أنصار الدين" و"كتيبة الملثمين" و"كتيبة طارق بن زياد".
وكانت "الشروق" قد أشارت أمس إلى أن عملية عسكرية كبيرة تقوم بها برا القوات الفرنسية المدعومة بقوات تشادية ومالية على الأرض وبغطاء جوي.
وكشفت مصادر لـ"الشروق" أن العملية الأمنية التي تستهدف تحرير الرهائن الغربيين بالدرجة الأولى والقضاء على قادة التنظيمات الإرهابية يشارك فيها نحو 3000 عسكري بينهم 800 جندي فرنسي و1200 عسكري من القوات التشادية المتعودة على خوض حرب العصابات ونحو 1000 من القوات المالية، وتستعمل فيها القوات الفرنسية معدات متطورة، في حين أن العناصر الإرهابية لم تتعود على خوض حروب منظمة بهذا الشكل ومواجهات مع قوات كبيرة، فهي فقط تهاجم مركبات للجيش المالي المحدود الإمكانات سابقا .
الشروق