حدث الرفيق بدن قال: "تبلورت فكرة إصدار دوريةٍ جامعةٍ ناطقةٍ باسم الكادحين وقد أصبحوا تيارا بارزاً كُتب له القبول، كٓثُرٓ مريدوه وتعدد أتباعه وتبعثرت مشاربهم الفكرية، أقول تبلورت فى فترة ما بعد لقاء التأسيس فى تكمادى بالضفة اليمنى من نهر السنغال. وازداد المشروع إلْحاحاً بعدما ودعنا الزعيم المناضل سيد محمد سميدع طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه فتوقفت صحيفة الكفاح التى كان يصدرها من دكار بالسنغال وبعد توسع حركة الكادحين وانتشارها، انتشار النار فى الهشيم ورواج افكارها التقدمية بين صفوف الأرقاء والشباب والعمال والنساء. اصبح حينها لزاماً علينا ان نُؤسس جريدة جامعة تُأطرُ الناس ويتبادلون خلال صفحاتهاالاراء، تنشر بطولات الثوار وتُروج لشجاعتهم فى مواجهة القمع والتعذيب ونُخلد بذالك سُميدع لأننا قومٌ "إذا سيدٌ منا خلا قامٓ سيدٌ قؤولٌ لما قال الكرامُ فعُولُ" وكانت أول هيئة لتحرير "صيحة المظلوم" تضم مجموعة من خيرة أبناء البلد ومثقفيه منهم الشاعر بأل التعريفية احمدو عبد القادر والصحفي البارز يسلم أبن عبدم أطال الله عمره وشفاه والدبلوماسي والوزير السابق المختار حي وكان حينها محرراً بجريدة الشعب الرسمية، التحق بهم بعد الايام الأولى لصدور العدد الاول الكاتب الأديب والوزير السابق الاستاذ فاضل الداه أطال الله عمره وكانت تلك بحق، إضافة نوعية ضاعفت عدد القرّاء و المحبين لصيحة المظلوم.. جرى في أول اجتماعٍ لهيئة التحرير التداول ثم الموافقة على إسم الصحيفة و مواضيع المقالات، منها ما كنا نطلق عليه صفة "الدسم" تحليلاً وتعميقًا للأراء وفيها أنباء متنوعة، أذكر منها مثلاً لا حصراً نبأً بارزاً عنوانه:"الوزير النخاس، والنخاس بالعربية بائع الدواب والعبيد"! يحكيي قصة مراهقةٍ فى ريعان شبابها ساحرة الجمال ، يهواها القلب إشتراها أحدٌ من بأيديهم الحكم ،نهاراً جهاراً رغم ان قانون ودستور الجمهورية لا يعترف ببيع وامتلاك العبيد! في حين كنا نحن نريد الحياة بلا ظالمين ونسعى الى مجتمع العدل والانصاف تحت شعارٍ طالما تغنت به الأجيال ورددته بحماس على ألحان و أنغام المغفور له بإذن الله محمد شين ول محامادو شورْ "يلّ عندِ وانَ وحْدِ" الا كدكْ وانت كدِ. مانِ عبدكْ مانكْ عبدِ. وجدنا صعوبة كبيرة في بدايات إعداد صيحة المظلوم، والمفارقة ان جماعة التحرير بأيديها الناعمة وعددها القليل وعتادها المتواضع كان من ضمن واجباتها ان تتولى وحدها الإعداد تحريراً وطباعةً وسحباً وتشبيكاً ونقلاً وتوزيعاً على التراب الوطني المترام الأطراف ! أذكر فى هاذا المضمار للأمانة وللتاريخ أبطالا مجهولين لا تعرفونهم بأسمائهم ،منهم من قضى نحبه ونعدهم من الابرار:المغفور لهم بإذن الله إسلم سيدِ حمود ويحي ول عمر والخليل سيد أمحمد القيادي البارز فى جبهة بوليزاريو لاحقاً، كان هؤلاء ضمن مجموعة المهمات الخاصة عوناً وسنداً لمجموعة التحرير فى مجالات الاسناد،تحولوا فيما بعد الى خلية متعددة المهام ،تُأمن اجتماعات اللجنة المركزية للحركة وتقوم بحراسة ونقل المطلوبين من والى مخابئهم وتوزع البريد. حافظت هذه المجموعة فى المهمات الخاصة بإقتدار على إصدار وتوزيع صيحة المظلوم فى موعده لم يتغيب منها عدد واحد ولم يسقط لها موقع سري فى أيدي الأعداء الى ان قرر الرفاق ملء ارادتهم توقيفها نهائياً ضمن تفاهمات مع نظام المرحوم المختار ول داداه، وتلك قصة أخرى عليها ولها ما بعدها. وللحديث بقية.
انتهى من كلام الأستاذ بدن (يتبع باذن الله)