يتخلف عمد ريف مقاطعة كيفه بشكل مطلق عن الجهود التي يقام بها لمكافحة الموجة الثانية من وباء كورونا، رغم أنها الأشد فتكا والأوسع انتشارا إذ لا تخلو منها اليوم أية قرية في الريف. !
ويظهر هؤلاء المنتخبون كما لو أن الأمر لا يعنيهم، وهو يجري على كوكب آخر. !
لا حملات تحسيسية، ولا تدخلات لتوزيع كمامات أو مواد نظافة ، ولا مبادرات لمساعدة الفقراء على تبعات المرض. !
لا يشارك هؤلاء في الحملة الزراعية، ولا يتصرفون بشكل ناجع لحماية الأرض من الحرائق، ولا يبالون عندما تدمر الغابات في دوائرهم؛ وهي أعز ما يملكون، ويحجمون اليوم أيضا عن المشاركة في إنقاذ أرواح مواطنيهم بل أهليهم وعوائلهم من هذا الفيروس السريع القاتل. !
لاشك أن غياب السلطات الإدارية والصحية عن الاهتمام بقرى الريف واقتصار الجهود- على ترهلها- على المدن الكبيرة فقط يجعل هؤلاء لا يشعرون بأي حرج في تفرجهم على الوباء، لكن الذي يتناساه هؤلاء هو أنهم يٌعنون بالأمر بشكل مباشر على مستوى دوائرهم، كما يٌعنون تماما بأخذ الضرائب وسحب أعطيات الصندوق الجهوي من الخزينة.