سيدي رئيس الفقراء (أعاذك الله من الفقر)،
إننا نحن الفقراء البالغ عددنا 99.99 في المائة من سكان الشعب الموريتاني، قد استبشرنا خيرا بالحملة التي شنتها حكومتكم الموقرة في بداية الحكم الرشيد على أباطرة المال والأعمال من أصحاب الثروات المشبوهة، وشبكات الفساد المـعشعشة في مفاصل الدولة، وعن حسن نية صدقنا وصفقنا حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود، فنحن يا سيادة الرئيس لا نعرف عن هؤلاء سوى أن عوادم سيارتهم أزكمت أنوفنا، وطقطقة النحاس في جيوبهم أسالت لعابنا وما بقى أنت وربك أعلم به منا، فوراء كل حكاية رجل أعمال امرأة تلطخت جدائلها بدم السياسية الخبيثة، واستنشقت روائح التبغ والرصاص فحكمت على الخصم بالبراءة مع وقف التنفيذ.
سيادة الرئيس،،،
إن موت المعارضة سريريا واستفرادكم برئاسة الفقراء فعليا، أتاح لكم الفرصة المناسبة لتطبيق مقاربتكم الشمولية للعدالة الاجتماعية التي يصعب فهمها إلا على من أتاه الله نورا في قلبه يرى به الأشياء من خلف الحجاب،،، إن لجوء حكومتكم الموقرة إلى تقليم أظافر رجال الأعمال ونتف ريشهم ومصادرة ممتلكاتهم والحجز عليها بحجج واهية يعتبر خطوة في اتجاه المساواة السلبية في الفقر والحرمان.
سيادة الرئيس،،،،
إن حملة التصحر الاقتصادي وتجفيف المنابع وهجرة رأس المال تحت ضغط الحسابات السياسية الضيقة سيضيف لمثلث الفقر مربعات ودوائر يستعصي استيعابها، فهؤلاء الرجال رغم تحفظنا كفقراء على بعض تصرفاتهم كالتهرب من الالتزام الضريبي وغيره، لهم الفضل الأكبر في امتصاص أفواج من الشباب العاطلين عن العمل، حيث عجزت الوظيفة العمومية (الخصوصية) عن استيعابهم.
سيادة الرئيس،،،
لا يسعنا في الختام إلا أن نرفع إليكم شكوى من المعارضة،،،لأسباب منها:
سعيها الدؤوب لأن تكون مولاة
سكوتها على زيادة أسعار المحروقات (يعتبر موافقة ضمنية)
عدم تذكيرها لكم بأن هناك مربعا للفقر جنبا إلى جنب مع المثلث.