لم اسمع عن موريتانية قدمت لموريتانيا وقدمت للمرأة بشكل خاص ولازالت تقدم أكثر مما قدمته السيدة "الشيطان" ليس ذلك حبا في شخصها ولا كرها ولكن إعجابا بمنجزات امرأة شيطان ضحت بكل شيء من اجل ان ترفع من شان أخريات.
ليس لديها وقت للراحة فعقلها يعمل وهى نائمة أما أوقات الاستيقاظ فهى للعمل المتواصل حتى أيام العطل مشحونة .تتناول وجبتها الوحيدة عند السادسة مساءا أو السابعة كثيرا ما طلبت الوجبة أثناء الإعداد لدراسة مشروع ما أو لمقابلة ما ولن يكون ذلك الا مساءا بعد أن تغلق الإدارة أبوابها وتبدأ رحلة أخرى من فرز الملفات .. من سيغلق ملفه ومن لديها موعد مع القاضي "التقليدي" الذي بسببه تعانى المرأة الظلم والإجحاف والنظرة الدونية.
لا يتوقف نضالها عند حقوق المرأة فهي أيضا سند لكل مظلوم وكم من رجل يأتي سرا إليها لتنصفه من ظلم الآخرين وكم من طفل وكم من تائه آوته هذه المرأة "الشيطان" تقدم مجهوداتها أيضا إلى الدولة فهي تشارك في تعديل القوانين التي صادقت عليها موريتانيا ولم تستطع الوفاء بالالتزام المترتب عليها فتهيئ لها مع محامين ورجال دين أرضية، وتشاكس رجال المال والسياسة والوجهاء التقليديين الذين تجرهم إلى القضاء بعد أن تعالوا عليه وكل ذلك من اجل أنصاف المرأة وإشراكها في تسيير اقتصاد البلد والحرص عليه .
لذلك يكرهها غير الحقوقيين أصحاب المال والنفوذ من الإقطاعيين التقليديين ويكرهها من لا يؤمنون بالحقوق أصلا و وما أكثرهم في بلد يتسيد فيه من تحنطت عقولهم علي التفسيرات الخاطئة للدين وللتراث .
امرأة لا تكل ولا تمل عطاء مستمر نابع من قناعة راسخة بالحقوق الآدمية لأي شخص ولأي مجموعة ،لا تخضع لابتزاز القبيلة ولا لابتزاز من يتاجرون بالدين من من يعتبرون أنفسهم الأوصياء على الكون، ولا تخضع للعادات الجائرة التي تقدم غلافا لاستلاب الحقوق. إن كان هذا هو الشيطان فمرحبا بالشيطان الذي يفتح لنا أفقا على المستقبل ومرحبا بالشيطان الذي يقف إلى جانب الحق.
كذلك لا يعرف الكثيرون أن هذه المرأة الخمسينية التي تناضل بالكلمة لا تمتلك منزلا ولا تمتلك قطعة أرضية وبأنها تركب سيارة موديل 1986 يمكن أن تشبيهها فقط بسيارة "حنبل".وبأن أعلي وظيفة شغلتها هي "رئيسة منظمة أهلية" لكنها أيضا امرأة غير عادية بحق فرضت علينا أن نحترمها وفرضت على الآخرين قوة حجتها وصدق قضيتها.
شئتم يا أصدقائي أم أبيتم نحن مجموعة كبيرة من النساء تلقينا التكوين والتدريب على يد خبراء استقدمتهم هذه المرأة "الشيطان" ليتكفلوا بتفقيهنا في أمور حياتنا وهناك مجموعة أخرى على امتداد خريطتنا قدمت لهم السيدة الشيطان مساعدات قانونية ومساعدات اجتماعية ووقفت أمام القضاء لتدافع عنهم ونحن وهم على دربها سائرون ومساندون. فبديهي أن يكرهها اللذين يتشبثون بترسانة من التفاسير الدينية المجحفة البعيدة عن روح الدين ومراميه، وبترسانة أخرى من التقاليد فقط لمحاربة المرأة ومحاربة كل ما هو حق وبديهي أن ندافع عنها وعن الحق الذي ناضلت من اجله.
المتطاولون على أمنة منت المختار وعلى الحقوقيين من أصدقاء آمنة بنت المختار انتم صغار في فهم حاجة الإنسان إلى حريته صغار في استيعاب تطلعات الآخرين المختلفين والمناشدين والمطالبين بالحرية وبالمساواة على غرار شعوب العالم الحر اليوم وأقول اليوم لان إجبارنا على العيش في حياة "الأمس" ووفق ثقافته لم يعد ممكنا ولم نعد نقبله.
إذا كان العالم الغربي يحتفي ب "الأم تريزا" ويحتفي الأمريكيون الجنوبيون ب"القديسة ايفيتا "فعالم المرأة بموريتانيا وإفريقيا اليوم يحتفي بآمنة بنت المختار تلك المرأة التي لا تنام من اجلنا جميعا ومن اجل بلدنا ومن اجل وحدتنا. ومن اجل قوانين تضمن لكل منا حقه.