الصفحة الأساسية > الأخبار >   امبود : زيارة الرئيس و معاناة السكان ..!

  امبود : زيارة الرئيس و معاناة السكان ..!

الاثنين 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020  04:02

غدا بحول الله يصل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاطعة امبود لافتتاح العام الدراسي الجديد من هناك، و في ذلك إشارة بالغة الدلالة -ظاهريا على الأقل- بضرورة الاهتمام بتعليم أبناء الطبقات الهشة ...

 سيقف الرئيس وسط الجماهير في امبود، و يحييهم مثلما حياهم من قبله رؤساء سابقون، و ربما يخطب مثلما خطبوا و يتعهد مثلما تعهدوا .... و حين ينظر إلى حواريه لن يجد إلا من يهز الراس و الرجل تأييدا و مباركة .. و يصفق مثلما صفق لسابقيه من الرؤساء، دون أن يثير ذلك في الانتباه .

 سيذهب الرئيس إلى المدرسة المحظوظة التي أعدت للاستقبال اللافت و الافتتاح المبارك .. و سيتحدث إلى أطفال تمت تهيئتهم جيدا للحدث و ربما ربت على رأس  أحدهم كالأب الحنون او المعلم اللطيف ، لكن خفة الظل ستغيب وستختفي الابتسامة العفوية التي سجلت كماركة مميزة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز رغم غلظ جانبه مع مسؤوليه و منافسيه و مرافقيه و منافقيه .

 و حين يخطب السيد الرئيس قد لا يتذكر العهد و لا معانيه؛ لما تم من تدوير للمفسدين و تغاض عن المخالفين وترد للتعليم و تدهور في الصحة خلال سنة و نيف من حكمه .. سيخطب ويوزع جرعات جديدة من الأمل يستعين بها السكان أياما ريثما  يعود الألم الذي تعودوه (تهميش و حرمان  و هشاشة و بطالة و شح في الماء و الكهرباء )

 في فم لكليته التابعة لمقاطعة امبود يوجد "مصنع للسكر" جاثم كالصخرة الصماء على صدور المحتاجين إلى السكر و الشاي .. إلى القمح و الأرز .. إلى اللحم و الحليب  .. إلى الجزر و الطماطم .....

 هذا المصنع لم ينتج غراما واحدا منذ إنشائه سنة 2011  و مع ذلك له مدير و موظفون و عمال يتقاضون رواتب مجزية دون مردودية إطلاقا .. إنه الفساد و أيم الله !

  تقع مقاطعة امبود في منطقة نهرية صالحة للزراعة، و باستطاعة سد فم لكليته ان يشكل سلة غذائية بامتياز ، تحقق الاكتفاء الذاتي للبلاد .

 في امبود دور من الطين و القش و أعرشة من خشب، تحتضن كل المآسي، و تمثل الهشاشة في أبشع تجلياتها.

 غير ان السكان سيستقبلون  السيد الرئيس بحفاوة القرويين المعهودة .. بالرقص و المزامير و الألعاب البهلوانية .. إنها ألعاب فلكلورية تحكي في المجمل قصة شعب عانى ظلما اجتماعيا لاتزال آثاره ماثلة، وقد آن لها أن تنقضي .

 لكن جرعة التخدير السياسي و الشحن القبلي ستجعل سكان امبود يكتفون من الغنيمة بالإياب .. بالحضور و التصفيق و الرقص مثلما يرقص الأصم على إيقاع مموه .. و جوق المنتخبين المحليين  يسخرهم في كل مرة  لأهدافه و يسخر منهم في أدائه المحكوم بالضحالة و الفوقية .

وا أسفاه ...! ضاعت القيم و الأخلاق. !

  ستستقبل الرئيس كذلك وفود قادمة من العاصمة لإضفاء الصبغة الجمالية على المكان، لكن السيد الرئيس ليس ابلها فهو يميز سكان امبود؛ فسيماهم في وجوههم من أثر السجود -طبعا- و من أثر المعاناة و الحرمان و الويلات ...

 سيستقبلهم و سيعترف بمعاناتهم و سيعدهم بالتغيير إلى الأحسن مثلما تعهد من سبقوه ..!

 و أخيرا فمقاطعة  امبود هي إحدى مقاطعات مثلث الفقر حسب تسمية الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد احمد الطايع؛ و الفقر لم يمت . أو مثلث الأمل حسب تسمية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، والأمل لم يولد . و اليوم يزورها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فماذا  يسميها لعل و عسى ...؟

الحسن ولد محمد الشيخ

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016