إسلمو ولد عبد القادرقال الوزير السابق والقيادي في حزب التناوب الديمقراطي اسلمو ولد عبد القادر أن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز أصبح ميتا وفاقدا للشرعية والمصداقية السياسية في الداخل والخارج ، لكنه يعيش وقتا اضافيا بسبب عجز المعارضة الوطنية عن الترفع عن حساباتها الضيقة وطموحاتها الشخصية ، وعجز قادتها عن بلورة برنامج سياسي وتنموي شامل بديلا عن البرنامج السيئ الذي يتبناه نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وصب ولد عبد القادر في تصريحات خاصة للصدى جام غضبه على منسقية المعارضة مؤكدا انه لا بد من الاعتراف بالحقائق وممارسة الجلد الذاتي من اجل مصارحة الشعب الموريتاني الطامح للتغيير والمطالب بإسقاط النظام الذي أدت ممارساته الرعناء على حد قوله لأخطاء جسيمة تنم عن العجز التام عن التسيير والبلادة في سياسية أمور البلاد وقال ولد عبد القادر أن مشكلة منسقية أحزاب المعارضة أنها منسقية من الرؤساء كلهم يرى أنه الأصلح والأقدر من غيره ، وكل يريد أن يجني ثمرة نضال الشعب الموريتاني والقوى المعارضة لصالحه الخاص ، و عاجزون كل العجز عن التفكير بأسلوب جماعي متحضر يغلب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة وتسائل ولد عبد القادر كيف لمعارضة ترفع شعار رحيل النظام وهي غير قادرة على الصمود في وجه خراطيم المياه ، وغير قادرة على التوافق على شخصية وطنية لقيادة المرحلة وغير قادرة على التوافق على برنامج حكومي وهي تطالب بحكومة وفاق وطني ؟ وبخصوص رأيه في الأزمة السياسية التي تتحدث عنها المعارضة وينفيها الرئيس محمد ولد عبد العزيز قال ولد عبد القادر أنه يتوافق مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن الأزمة غير موجودة من المنظور السياسي لأن الأزمة السياسية تعني أن المحكوم أصبح يرفض حكم الحاكم بسبب عجز الحاكم عن الحكم ، وهذا ليس هو الواقع في البلاد حاليا فمن يقولون أن هناك أزمة سياسية عاجزون حتى الآن عن الوصول بالبلاد إلى حالة التعبير الشعبي عن رفض النظام وسياساته ، فكل الحراك السياسي الحاصل لم يصل بالنسبة لي لمرحلة إزعاج النظام ومنعه من الاسترخاء والنوم الهادئ، مما يجسد أزمة سياسية تفرض إسقاط النظام ، ولا يعني هذا الكلام أن الأزمة غير موجودة وغير خطيرة ، فحسب اعتقادي موريتانيا لم تشهد طيلة تاريخها أزمة أمنية واجتماعية واقتصادية كالأزمة الحالية بسبب تخبط النظام وجهله العميق لأبسط مقومات بناء وتسيير الدول، لكن الطبقة السياسية ما زالت عاجزة كل العجز عن إسقاط تلك الأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على الواقع السياسي وبخصوص الأزمة الاقتصادية قال ولد عبد القادر أنها غير مسبوقة في تاريخ البلاد حيث تدهورت الأوضاع المعيشية والصحية والتربوية للسكان ، وارتفعت مؤشرات الفقر المدقع والبطالة في صفوف الشباب حيث تجاوزت الستين بالمائة ، كما ظهرت جرائم جديدة على المجتمع الموريتاني كجرائم القتل الكثيرة وطردا الأمهات من البيوت وقتل الأبناء بسبب الأعباء المادية المتفاقمة وجرائم الاغتصاب وبيع الأعراض وخطف الأطفال وبيع الأعضاء البشرية الخ .... يضاف لكل تلك المشاكل الأمنية والاجتماعية و الاقتصادية الخطيرة وغير المسبوقة ، الخطر المحدق الذي تفرضه الحرب المالية التي يتم إعداد وقودها على الأراضي الموريتانية ، فموريتانيا بدأت هذه الحرب قبل سنتين نيابة عن فرنسا واليوم تستفيد القوات الفرنسية من كل التسهيلات اللوجستية على الأراضي الموريتانية ، كما أن الجماعات الإسلامية المتطرفة تجري تدريباتها على الأراضي الموريتانية وتخفي نشطائها في موريتانيا وتجند شبابنا للقتال في صفوفها ، إذن حرب مالي تصنع انطلاقا من الأراضي الموريتانية . وعن الموقف الرسمي من الحرب المالية قال ولد عبد القادر أن الموقف الرسمي يقف مع التعليمات الفرنسية لا مع السلطات المالية ولا أي جهة أخرى ، افريقية أو أممية ، وقال أن النظام الموريتاني هو من تسبب بالإطاحة النظام المالي لكنه لبلادته السياسية لم يتمكن من التفاهم مع العسكريين الذين حكموا البلاد لكي يؤمن المواطنين الموريتانيين هناك و عرب مالي الذين تتحمل موريتانيا مسؤولية أخلاقية وتاريخية اتجاههم ، خاصة أن دولة مالي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تلحق بلادنا بأي أذى في الماضي ظلت دائما مثالا رائعا للجار الصديق المسالم ، والأخطر من كل ذلك أن سكان الولايات الشرقية من البلاد مرتبطون ارتباطا اجتماعيا وتنمويا بمالي فاغلبهم يمار س التنمية والتجارة في مالي ، ونحن الآن أمام خطر حقيقي يهدد ثروتنا الحيوانية التي تعتبر من مرتكزات الاقتصاد الوطني كما أنها مصدرا تنمويا يعيش عليه الكثير من سكان البلاد وهذه الأخطاء والمخاطر كلها حصلت بسبب جهل النظام وافتقاره للحكمة والرشد ، وإقصاء ذوي الخبرة والتجربة من أبناء البلد والانفراد بالسلطة وتسخيرها لمصالحه الشخصية السخيفة واملاءات أسياده الفرنسيين الذين فرضوه فرضا على الشعب الموريتاني وما زالوا يحرصون على بقائه في السلطة لطاعته العمياء لهم, وعن رأيه في المخرج من الأزمة السياسية في البلاد ، قال ولد عبد القادر اعتقد أن المعارضة كما أسلفت مقتنعة أن هناك أزمة لكنها لم تحصل لديها الإرادة الكافية لمواجهتها بأسلوب جماعي ناجع ، فهي يسيطر عليها الطموح الشخصي وهذه كارثة كبرى ، ويؤلمني الاعتراف بها لكن في أي عمل جاد لابد من المصارحة والصدق مع الذات ومع الشعب ، لذلك اعتقد ان الكرة اليوم في مرمى العسكر ورجال الأعمال ، فهم وحدهم القادرون على وضع حد لهذا النظام الذي احتقر الشعب الموريتاني بممارساته غير الأخلاقية كيف ؟ العسكر لديهم القدرة التامة للسيطرة على الوضع وتصحيح المسار في أي لحظة لكنهم لا يرغبون في تكرار تجربة محمد ولد عبد العزيز السيئة في انقلابه الفج والوقح على الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله ، ويتطلعون لنضج ومسؤولية الطبقة السياسية ، لكن عندما تصل الأمور لمستوى معين من التدهور فإنهم لن يترددوا في أي لحظة في وضع حد لها. أما رجال الأعمال فهم أكثر قدرة على التغيير من العسكر لأنهم يسيطرون على الاقتصاد والحرب الاقتصادية تدمر الأنظمة بسرعة فائقة ، وما نشاهد اليوم من استهداف واضح لرجال الأعمال يعكس استشعار النظام لخطورة هؤلاء ، لذلك يسعى لتفقيرهم لينتهي نفوذهم ، فالحرب التي يشنها النظام اليوم على مجموعة بوعماتو الاقتصادية ومن قبلها مجوعات أهل عبد الله وأهل انويكظ ورجل الأعمال عبد القدوس ولد أعبيدنا وغيرهم كثير ، تدخل في إطار الضربة الاستباقية لنفوذ هؤلاء ، لكن هؤلاء لهم تأثير قوي في حالة استخدامه لن يصمد النظام لحظة واحدة ، لأنهم قادرون على صناعة التأزيم الاقتصادي الذي يولد التأزيم الأمني والاجتماعي الذي يمس حياة السكان يوميا ، والذي يحد من قدرة البلاد على استيعاب الاستثمارات الأجنبية الخ.. وخوف النظام من رجال الأعمال هو الذي يجعله يفكر ويسعى لتجديد طبقة رجال الأعمال كسعيه لتجديد الطبقة السياسيةلكن دعني أقول لك أن هذا الشعار سخيف وينم عن جهل مركب وفظيع بحركة التاريخ وقوانين النمو الذاتي للمجتمعات ، فهو مفهوم أو فهم ميكانيكي ساذج لبروز وتطور التشكيلات الاجتماعية ، لكنه مفهوم متناغم جدا مع منطق تفكير كل الدكتاتوريات في العالم التي يقوم منطقها على إنتاج طبقات سياسية واقتصادية خاصة بها وفي نهاية المطاف تفشل تلك الدكتاتوريات وتنهار كليا فمن يتحدث عن تجديد الطبقة الاقتصادية والسياسية في موريتانيا ويريد أن ينتج لنا محمد ولد بوعماتو جديد بين عشية وضحاها وينتج لنا احمد ولد داداه جديد بين عشية وضحاها ، هو في الحقيقة جاهل وسخيف ولا يفهم في حركة تطور المجتمعات كما أسلفت
نقلا عن موقع الصدى