تعيش العاصمة نواكشوط هذه الأيام موجة من العنف الغير مسبوق مما أصبح يشكل خطرا حقيقيا علي المواطن حيث كثرت عمليات القتل والسرقة والاغتصاب والتحايل و اختطاف الأطفال والتحرش بهم جنسيا وعمليات أخري وصلت إلي حد مواجهة رجال الأمن بالسلاح ، وتثبت التحريات أن معظم هذه الأحداث قام بها شباب مما يستدعي تحليلا حقيقيا للوضع ، فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الحالات وماهي تصورات العلاج الممكن ؟
بالطبع تتعدد بتعدد أصحاب الجرائم لكن من المهم العودة إلي مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية و يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
• انتشار البطالة في صفوف الشباب
• ضعف الوازع الديني
• غياب الشرطة التي خبرت المجرمين وتعويضها بأجهزة لا تملك الخبرة
• انتشار المخدرات وأنوع المؤثرات العقلية
• انتشار الرذيلة والمواقع الإباحية
• غياب الدور الذي يجب أن تطلع به دور الشباب
• غياب التحسيس وتراجع دور اغلب منظمات المجتمع المدني وانشغالها بالسياسة أكثر من الأدوار الاجتماعية
• غياب أماكن للتوجيه والترفيه
• غياب مراكز للإنصات مخصصة للشباب الذي يواجه مشاكل الضياع
• الانفتاح اللامحدود علي وسائل إعلام تمجد العنف وتتعاطي مع أصحابه
كل هذه الأسباب وغيره شكلت منطلقا تراكميا لما يحصل اليوم في العاصمة نواكشوط من عمليات عنف متزايد أما عن الحلول فهي بعد معرفة الأسباب أصبحت جلية ويمكن إيجازها في النقاط التالية:
تفعيل برامج التشغيل والدمج للعاطلين عن العمل
خلق أنشطة ثقافية وترفيهية بشكل دائم داخل دور الشباب والفضاءات الثقافية
إعادة الثقة في جهاز الشرطة وإعادة صياغة الخطط الأمنية
خلق أماكن خاصة للنشاطات الثقافية والترفيهية علي غرار فضاء التنوع الثقافي والبيئي
دعم نشاطات تحسيسية للمنظمات المهتمة بشؤون المجتمع والشباب والبعيدة كل البعد من السياسة
تشديد الرقابة علي المعابر الحدودية
إشراك الشباب في المنظومة الأمنية من خلال إعداد برامج حوارية تلفزيونية وإذاعية تجمع بين الشباب والمسئولين الأمنيين
حجب المواقع الإباحية بشكل فوري وسريع
اعتقد أن الكل يدرك اليوم حقيقة ما يجري في العاصمة نواكشوط وربما في مناطق آخري في الداخل حيث تم تسجيل حالات انتحار وقتل وسطو منظم واغتصاب في عدة مناطق من الوطن وهي أمور تأكد صعوبة إيجاد حلول نهائية لمشاكل الجريمة لكن علي الأقل علينا العمل بجد لتخفيفها ما أمكن وما الحلول المقترحة إلا الجزء اليسير مما علينا القيام به من اجل مواجهة خطر الجريمة ، فهل نحن علي استعداد للتعاطي بصدق مع ما يحدث ؟أم أن الأمر بالنسبة لنا مجرد سحابة عابرة ؟