قام والي لعصابه بزيارة لجميع بلديات بومديد الثلاث، في خطوة سبق إليها أسلافه منذ عدة عقود، واستمع الوالي في كل عواصم هذه البلديات إلى سيل من المطالب وعرضت أمامه لوحة سوداء من المشاكل التي تتخبط فيها هذه المقاطعة.
إنها نفس المشاكل التي كانت تلقى إلى الولاة منذ 60 سنة دون أن تتدحرج قيد أنملة.
إنها رغم تفاهتها يورثها كل وال مغادر لصاحبه الوافد، هي بسيطة تتعلق بتزويد النقاط الصحية بالأدوية والممرضين وهي تطال نقص المعلمين وافتقار المزارعين لأبسط الأدوات التي يعملون بها، وطلب دكاكين أمل ودعم الفقراء الذي يعشون مجاعة حقيقية، والإلحاح من أجل الحصول على شربة ماء.
لم تخرج هذه المطالب مجال أبجديات الحياة ،ورغم ذلك فإنه لا حول ولا قوة لهذا الوالي في حل شيء منها ، سيتعهد ويعد بالدراسة، ويأتي خلفه غدا أوبعد غد ليجتر نفس الخطاب؟
فهل يغتر سكان المقاطعة من جديد بهذا الهذيان التعس ؟ وهل يضيعون وقتا للوقوف في مثل هذه المهرجانات العقيمة؟ لن تزن هذه الزيارة حجم ما أنفق منها في الوقود والموائد.