يدور الكثير من الجدل وتطرح الأسئلة بإلحاح منذ عدة سنوات عن طبيعة العلاقة المهنية التي تربط مركز استطباب كيفه ومجموعة الأخصائيين الذي يعملون به ، ويتركز ذلك بالأساس حول أوقات الدوام التي يفرضها القانون على هؤلاء وما إذا كانوا محكومين بنصوص محددة وتعاقد مقنن ،أم أنهم خيرون متطوعون لهم كامل الحرية فيما يقومون به.
وكالة كيفه للأنباء استمعت إلى عدة وجهات نظر فيما يجري حيث أكد مدير المستشفى أن على الأخصائي أن يداوم بالمستشفى 5 أيام متتالية من الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساء ؛ يومان لتقديم الاستشارة واثنان للقيام بالعمليات الجراحية على أن يخصص اليوم الخامس لتقييم العمل، وعند الحالات الاستعجالية يتم استدعاء الطبيب المختص في أي وقت.
وأضاف المدير أن وقت الأخصائي بالمستشفى لا يقتصر على ذلك وحده وهو الأمر الذي لا ينتبه له المواطنون فهو يقوم بزيارة مرضاه المحتجزين كل يوم ويحضر الساعة الصباحية الخاصة بنقاش صحي يومي ينظم في استهلال العمل، منبها على أن بعض المعاودين يحكمون على هذا الطبيب بالتخلف بمجرد خروجه من مكتبه للاضطلاع بمهات أخرى بالغة الأهمية من عمله.
وحمل المدير المسؤولية في جوانب كثيرة من المشاكل الصحية للمواطنين حيث يكلفون أنفسهم استشارة الطبيب المختص في أتفه الأشياء التي يمكن أن يتكفل بها الممرض في الريف فضلا عن الطبيب العام، وهو ما ساهم في صرف الكثير من الأخصائيين إلى العيادات الخاصة وأربك العمل في المجال العمومي، وجذر قناعات المواطنين بالأخصائيين فقط دون غيرهم، مبرزا أن ذلك يعد خطأ كبيرا ف 20% فقط من الحاجات الصحية هي ما يمثله الأخصائيون لتبقى 80% في حقل الأطر الطبية ما دون ذلك.
المواطنون الذين تحدثت إليهم وكالة كيفه للأنباء، عبروا عن عدم رضاهم عن طريقة عمل بعض هؤلاء،بل إن منهم من شن هجوما لاذعا على أخصائيين بعينهم تعدى حدود اللباقة.
هؤلاء المواطنون لا يجدون متسعا نفسيا لتفهم ما ذهب إليه المدير، ويتمنون أن يعيشوا يوما مع أخصائي يذهب إلى المستشفى في الوقت المطلوب ويداوم حتى نهاية الوقت مع كامل الاستعداد والأريحية والإخلاص.
لاشك أن قلة عدد هؤلاء في هذا المستشفى يسهم في تعاظم المشكل، ولا يعقل أن يظل مرفقا صحيا بحجم مستشفى كيفه على هذا الوضع وعليه يجب أن يكون هناك 3 إخصائيين على الأقل في نفس المجال.