بعد رحيل فقيد الوطن محمد المصطفى ولد بدر الدين عاشت مواقع التواصل الاجتماعي يوما حزينا على رجل عاش كل حياته لأجل هذا الوطن مناصرا الضعفاء والبؤساء، وظلت الشهادات تتوالى من قبل أصدقاء الفقيد وخصومه على حد سواء.
الشروق ميديا استنطقت كبار الصحفيين الموريتانيين فكتبوا الشهادات التالية:
محمد فال ولد سيدي ميله : واجه ولد بدر الدين بشراسة مدفعية الأعداء
يتميز الفقيد محمد المصطفى ولد بدر الدين بخصال بارزة من أهمها:
قدرته الفائقة على الإقناع بسبب الترابط المنطقي لأفكاره،
قدرته الفريدة على الرد الدامغ بسبب تخزينه، بعبقرية نادرة، لكل ما يقول محدثه أو منافسه،
تمسكه الثابت بمبادئه مهما وقع من تحولات ومهما واجه من ضغوط،
قدرته على تحريك الجماهير،
صبره على الضيم، وقدرته على امتصاص الصدمات.
إنه شخص يندر أن تجد له نظيرا في الساحات السياسية، فذكاؤه الفريد جعله يتعلم الفرنسية في السجون بين رفاقه الزنوج أساسا. وشجاعته النادرة جعلته يواجه الأرستقراطيات المحلية دون أن تتمكن من النيل منه، كما جعلته يواجه الأنظمة المتغطرسة دون أن تستطيع صده.
لقد دخل الراحل في معارك واجه خلالها نار مدفعية الأعداء من مختلف الجبهات، فاستطاع أن يظل واقفا شامخا في وجه الجميع: من أنظمة، ومخابرات، وأئمة، وساسة، وحقوقيين، ومشيخات، وإعلاميين.. كل جبهة تطلق نارها عشوائيا وبشراسة الكلب الموبوء، فتحسب أن الرجل مات، لكنه، رغم ذلك، ظل واقفا في وجه رصاص الجور والتخلف والعمالة والظلامية إلى أن اختاره الله لجواره وأسبل عليه شآبيب رحمته بعيدا عن صخب تربة أنبتته وظلمته، وربما لن ينصفه تاريخها، فحتى الحبر في هذه الأرض بات ظلوما.
حبيب الله ولد أحمد: محمد المصطفى ولدبدر الدين خلف برحيله فراغا كبيرا فى المشهد السياسي المحلي
جمع رحمه الله كل خصال القادة السياسيين التاريخيين من قيم الشجاعة والصدق والكفاح والصبر وقوة التحمل
ذاق مرارة المطاردة والسجن والتهميش ضريبة لنضال طويل فى سبيل الحرية
هو أيضا رجل تربية ورجل ثقافة
رجل حمل قيم الفكر التقدمي قادما من بيئة محظرية اكسبته ثقافة دينية قبل أن يكتسب منها لغة العرب وتاريخهم وشعرهم
لم يكن معقدا ففكره اليساري لم يصادم ابدا الهوية العربية الافريقية الاسلامية لموريتاتيا
لم يتعصب لم يتطرف
آمن بوطن واحد للجميع
وظل صوتا للفقراء والمهمشين
وتألق تحت قبة البرلمان لسان صدق ووطنية ودفاع عن المنسيين والمقهورين
ناصر ضحايا الظلم محليا وعبر العالم
نفسه الأبية كانت ترفض الظلم والاستعباد والاستغلال والطبقية وثار على الاقطاع والمساطر الاجتماعية التقليدية الظالمة
عارض بمهابة وحالف بمسؤولية
كان خطيبا مفوها وسياسيا بالغ الهدوء والرزانة وبعد النظر
رحيله خسارة لكل المناضلين فى سبيل الحق والعدل والحرية فى موريتانيا وعبر العالم
سقت قبره شآبيب الرحمة والسكينة
الهيبه ولد الشيخ سيداتي : رحم الله صديق الصحفيين وعنوان صيحة المظلومين
لا يمكن لمثلي أن يقدم شهادة في حق رمز قارع الظلم والطغيان والاستبداد قبل مولدي، وظل على ذلك حتى توفي رحمه الله لم يغير ولم يبدل..
كان العميد بدر من أول من تعرفت عليهم من السياسيين في مسيرتي الإعلامية قبل أزيد من 12 سنةً في بدايات عملي في هذه المهنة بالبلاد.
كان في كل محطات علاقتي به من أكثر السياسيين تفهما للعمل الإعلامي، فلن يتهمك بالتحامل إن انتقدته، ولن يغضب إن نشرت عنه ما لا يرضيه، بل سيتصل مصححا، ومصوبا بأريحية، وأخلاق عالمية، وبأدب جم، وأحيانا بتلطف.
كان بدر أنموذجًا عندنا معشر الإعلاميين لحسن التعاطي معنا ، فان اتصلت به تتلمس خيطا لخبر ما زال خفيا، فستعود من عنده راضيا، وسيكسبك بسهولة إلى جانبه.
أستعيد الآن بعض إجاباته الحصيفة:
هذا ظاهر لي اعلن خالگ منو ش يغير ان ما ننفعك فيه مجحد اعليه.
هذا سول عنه فلان فهو صاحب الصلاحية في التصريح به.
هذا حگ، لكني أرجو منك تأخير نشره لحين نضجه، وأعدك بأن تحقق السبق الذي تريد
قد يكون بدر الدين السياسي الوحيد الذي أعطاني في حياته تفويضًا في التصريح باسمه (أدبا منه يقول إنه ثقة منه في نقل الأخبار لآرائه بالشكل الذي يريد)، قال لي مرة حين يتأكد لك فسادًا في صفقة ما، أو ظلما لمواطن، فيمكنك أن تنسب لي إدانة قوية له دون العودة لي، أو انتظار الاتصال بي.
وقد عاتبني مرات - ممازحا - رحمه الله تعالى على التقصير في العمل بهذا تفويض المفتوح.
بدر لم يمت في صمت بل شيبته صرخاته في وجه الظلمة والمفسدين، ومعايشته لأنات المستضعفين، ومنحه حياته لإحياء الآخرين..
فقد تحدث في كل الملفات، وانتقد كل الشبهات، ووقف مع كل المظلومين في جميع الظروف، وظل ممسكا بلوائه عاضا عليه بالنواجذ، حتى مات على ما عاش عليه ومن أجله.. لم يقبل لجذوة النضال أن تخبوا، ولا لـ"صيحة المظلوم" أن تبح، ولا للمظلومين أن يقفوا وحدهم دون ظهير، ولا للظالمين أن ينعموا بالسكينة مرفهين.
كان حياة بدر مدرسة في الصمود، وطول النفس، ووضوح المنهج، والصرامة والحساسية من الاستبداد، والظلم، والفساد، وهو أنموذج كانت الساحة السياسية والنضالية بشكل عام بحاجة ماسة إليه لإبقاء جانب مضيء من الصورة بعد أن غزتها العتمة من كل جانب، انخناسا لمناضلين، وانسحابا في آخر شوط، وبيعا بصفقة خاسرة، ويأسا قبل آخر محطة..
لقد فقدنا وفقدت البلاد بشكل عام نبراسا مضيئا، ومعلما بارزا على طريق استكمال استقلال البلاد، وبناء ديمقراطيتها، وصيانة حقوق شعبها، سيذكره الجميع، وستظل بصته عصية التي بصم بها المشهد العام في البلاد عصية على النسيان أو الطمس..
فلينم قرير العين
رحم الله ورفع درجته في عليين.
اقرأ أيضا
جميع الحقوق محفوظة
الرئيسةأخبار محليةأخبار إقليميةأخباردوليةآراءبورتريهمقابلاتثقافةتقاريرعلوم وتكنولوجياFrancaisاتصل بنا
رأي
الراحل في عجالة/ محمد فال ولد سيدي ميله
كم قضيتُ من السنين بين الطبقيين الظالمين؟
بعد المنفى ومقارعة عزيز.. ولد بوعماتو على مفترق طرق السياسة والأعمال
إشهار
يوم حزين على فراق بدر الدين والشروق ميديا تستنطق كبار الصحفيين
أربعاء, 2020-10-07 21:17
بعد رحيل فقيد الوطن محمد المصطفى ولد بدر الدين عاشت مواقع التواصل الاجتماعي يوما حزينا على رجل عاش كل حياته لأجل هذا الوطن مناصرا الضعفاء والبؤساء، وظلت الشهادات تتوالى من قبل أصدقاء الفقيد وخصومه على حد سواء.
الشروق ميديا استنطقت كبار الصحفيين الموريتانيين فكتبوا الشهادات التالية:
محمد فال ولد سيدي ميله : واجه ولد بدر الدين بشراسة مدفعية الأعداء
يتميز الفقيد محمد المصطفى ولد بدر الدين بخصال بارزة من أهمها:
قدرته الفائقة على الإقناع بسبب الترابط المنطقي لأفكاره،
قدرته الفريدة على الرد الدامغ بسبب تخزينه، بعبقرية نادرة، لكل ما يقول محدثه أو منافسه،
تمسكه الثابت بمبادئه مهما وقع من تحولات ومهما واجه من ضغوط،
قدرته على تحريك الجماهير،
صبره على الضيم، وقدرته على امتصاص الصدمات.
إنه شخص يندر أن تجد له نظيرا في الساحات السياسية، فذكاؤه الفريد جعله يتعلم الفرنسية في السجون بين رفاقه الزنوج أساسا. وشجاعته النادرة جعلته يواجه الأرستقراطيات المحلية دون أن تتمكن من النيل منه، كما جعلته يواجه الأنظمة المتغطرسة دون أن تستطيع صده.
لقد دخل الراحل في معارك واجه خلالها نار مدفعية الأعداء من مختلف الجبهات، فاستطاع أن يظل واقفا شامخا في وجه الجميع: من أنظمة، ومخابرات، وأئمة، وساسة، وحقوقيين، ومشيخات، وإعلاميين.. كل جبهة تطلق نارها عشوائيا وبشراسة الكلب الموبوء، فتحسب أن الرجل مات، لكنه، رغم ذلك، ظل واقفا في وجه رصاص الجور والتخلف والعمالة والظلامية إلى أن اختاره الله لجواره وأسبل عليه شآبيب رحمته بعيدا عن صخب تربة أنبتته وظلمته، وربما لن ينصفه تاريخها، فحتى الحبر في هذه الأرض بات ظلوما.
حبيب الله ولد أحمد: محمد المصطفى ولدبدر الدين خلف برحيله فراغا كبيرا فى المشهد السياسي المحلي
جمع رحمه الله كل خصال القادة السياسيين التاريخيين من قيم الشجاعة والصدق والكفاح والصبر وقوة التحمل
ذاق مرارة المطاردة والسجن والتهميش ضريبة لنضال طويل فى سبيل الحرية
هو أيضا رجل تربية ورجل ثقافة
رجل حمل قيم الفكر التقدمي قادما من بيئة محظرية اكسبته ثقافة دينية قبل أن يكتسب منها لغة العرب وتاريخهم وشعرهم
لم يكن معقدا ففكره اليساري لم يصادم ابدا الهوية العربية الافريقية الاسلامية لموريتاتيا
لم يتعصب لم يتطرف
آمن بوطن واحد للجميع
وظل صوتا للفقراء والمهمشين
وتألق تحت قبة البرلمان لسان صدق ووطنية ودفاع عن المنسيين والمقهورين
ناصر ضحايا الظلم محليا وعبر العالم
نفسه الأبية كانت ترفض الظلم والاستعباد والاستغلال والطبقية وثار على الاقطاع والمساطر الاجتماعية التقليدية الظالمة
عارض بمهابة وحالف بمسؤولية
كان خطيبا مفوها وسياسيا بالغ الهدوء والرزانة وبعد النظر
رحيله خسارة لكل المناضلين فى سبيل الحق والعدل والحرية فى موريتانيا وعبر العالم
سقت قبره شآبيب الرحمة والسكينة