يتسع المقام وتتعدد مضامينه أمام الحديث عن واحة اريج حيث يتراي أمام الباحث في هذا الموضوع تاريخ يستمد ألقه من نور علم يلامس هام نخيل يسقى بماء غزير تجود به ارض معطاء يكمل مشهدا جماليا تعزز عناصره الجبال التي تبني حوله حلة موشحة بالكثبان الذهبية الكثيفة المتواصلة التي تعطيه هيبة ووقارا.
وإذا كان المشهد الجغرافي قد أهل هذه الواحة إلى الوصول إلى الصورة الفريدة التي تحتلها فإن العنصر البشري كان فاعلا في رسم العلاقة بين عناصرها.
والمجتمع الذي منحه الله نعمة هذا الموقع أنجب نخبة ساهمت بمعارفها المتميزة ، ومواهبها ،وتجاربها وتعاونها، في إحياء العقل وبذر الأرض وحماية العرض.
والأضرحة الموجودة حول الواحة تعطينا صورة واضحة عن علماء ومشايخ محاظر هذه الواحة ، وقصائد الشعر التي تصفها تعطينا وجها آخر يؤكد مدى تجذر العلم وتأصله لدى هؤلاء القوم ومن أمثلة هذه القصائد القصيدة الشهيرة للشاعر الكبير محمد المصطفى ولد دداه.
بين الأجم فذات الجن فالوادي
فالود فالمنحنى من نعف زيادي منازل طالما طال الثواء بها
أيامها لم تزل أيام أعيادي إذ في مراتعها مرعى لمنتجع
يزهو وفي مائها ورد لوراد
وهي قصيدة مديحية طويلة
وقصيدة الشاعر المصطفى ولد محمد الأمين التي تبدأ بقول:
أريجُ الأريجِ معْ شذى النخل فائح
أوان يُفيض الماء فيه الأباطح
على رملة ملساء يندى جبينها
ومن تحتها تجري المياه النواضح
ومن الحيف اختزال جهود كل هذا المجتمع في فرد أو أفراد وإذا كانت الأمانة العلمية تقتضي ذكر صاحب السبق في زراعة نخيل هذه الواحة فالحديث عن سبق رقية بنت محمد الأمين الولي لدى المهتمين بتاريخ هذه الواحة معروف. والجهة المحايدة التي بحثت في هذا الموضوع وثقت في تقاريرها أن رقية بنت محمد الأمين الولي هي أول من زرع النخيل في هذه الواحة وأحيل القارئ إلى التقرير التشخيصي التشاركي لواحة اريج إنجاز الفاعل متعدد الاختصاصات آديكاADECA الصفحة 6 لسنة 2006.
وفي الحتام أذكر الجهات المعنية بأهمية هذه الواحة وأدعوها إلى منحها ما تستحق من عناية .
الداه محمد الامين الولي