فوجت الدعوات بالمئات، وفوجت المساعدات بالملايين، وأقيم مهرجان خطابة، لكنها كانت خطابة دون بلاغة ودون اهداف ودون نتائج، ومع الأسف لم تفتح أية آفاق جديدة في جدار الجمود الذي تعيشه البلاد...
ما يزال الانسداد السياسي يراوح مكانه... لم تحصد مبادرة مسعود رغم كل هذا الهرج والمرج إلا وعودا باهتة بالدراسة من طرف بعض أحزاب المعارضة، والدراسة والدراسات أشياء لا يحبها ولد عبد العزيز وخاصة تلك التي تتحدث عن حكومات وفاق وطني... قد يراهن مسعود ولبعض الوقت على أن بعض أحزاب المعارضة تجنح للمشاركة في الانتخابات وأن هذه المبادرة قد تمثل منفذا لهذه الأحزاب، لكن تجاهل ولد عبد العزيز وموالاته للمبادرة وعلى مدى 6 أشهر يجعل المراهنة على اختراق من هذا القبيل في غير محلها، ويسحب البساط من تحت أقدام مسعود ويجعله في وضعية صعبة للغاية، إذ لم يعد أمامه إلا مواصلة الهرولة بوتيرة أسرع والمشاركة دون شروط في انتخابات يعلن ولد عبد العزيز تاريخها قريبا وتنظم بمن حضر، ونتائج تلك الانتخابات غير مضمونة وقد لا تبوئ مسعود مكانة تمكنه من مواصلة رئاسة البرلمان، وعندها يكون ولد عبد العزيز أجهز على مسعود وعلى مبادرته "بطريقة ديمقراطية" من خلال صناديق الاقتراع.
لقد جازف مسعود وقدم مبادرته مرات عديدة وأخرجها بجعجعة وصخب، ولكن المؤسف أن الطحين لا ينتظر من دعم الأحزاب المحفظية وهيئات المجتمع المدني المترهلة بقدر ما ينتظر من ولد عبد العزيز، والطحين كذلك لا يكون إلا باتخاذ هذا الأخير لقرار بشأن المبادرة يبدو أنه اتخذه منذ بعض الوقت بتجاهل هذه المبادرة التي ربما يكون إعلانها المتلفز تأبينها.