دعا الكاتب الصحفي محمد حرمة ولد محفوظ إلى محاكمة الرئيس السابق محمد خونه ولد هيدالة ،وإنصاف ضحايا التعذيب الأحياء منهم والأموات وأسرهم من المعاناة التي لحقت بهم في فترته.
وقال ولد محفوظ وهو من السجناء السياسيين السابقين في عهد هيدالة في رسالة مفتوحة وجهها لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إن نظام ولد هيدالة مارس أبشع أنواع التعذيب والتنكيل على الإطلاق بقاعدة الهندسة العسكرية بتوجنين ، حيث وصل هذا التعذيب الغير مسبوق في بشاعته وتنوعه إلى حد القيام بشي بعض الموقوفين في النار وقبر بعض آخر حيا أثناء جلسات التعذيب عام 1982 حسب قوله،وهذا نص الرسالة المفتوحة للرئيس محمد ولد عبد العزيز كما حصلت عليها"أمجاد":
رسالة مفتوحةإلى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز المحترم، سيدي الرئيس، هذه رسالة مفتوحة موجهة إليكم من طرف من ذاق مرارة الظلم والتعذيب والحرمان والتهميش، تحمل إليكم في سطورها كل التقدير والاحترام على ما قمتم به من إنصاف معلن لضحايا الأنظمة الاستبدادية التي عرفتها بلادنا في العقود الماضية. سيدي الرئيس، نتمنى لكم كل الخير والتوفيق، وأن يكون إنصافكم للجميع شاملا وعادلا، وحتى للذين لم يحملوا السلاح ضد الوطن ولم يستقووا بالأجنبي ضد مصلحة بلادهم موريتانيا، ولم تقف ما تسمى بمنظمات حقوق الإنسان إلى جانبهم لكونهم مواطنون شرفاء دافعوا عن كرامة وهوية بلادهم في أحلك الظروف وأصعب المراحل. سيدي الرئيس لا شك أنكم تعلمون كما يعلم كل مواطن موريتاني في طول البلاد وعرضها بكل تفاصيل مرحلة حكم محمد خونا ولد هيدالة وما ارتكبه في حقنا من جرائم بشعة ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. لقد مارس نظام ولد هيدالة علينا أبشع أنواع التعذيب والتنكيل على الإطلاق بقاعدة الهندسة العسكرية بتوجنين آنذاك، حيث وصل هذا التعذيب الغير مسبوق في بشاعته وتنوعه إلى حد القيام بشي بعض منا في النار وقبر بعض آخر حيا أثناء جلسات التعذيب 1982 كما هو حال الدي ولد الدي ولد الشريف لكحل وإصدار أحكام صورية قاسية في أول محاكمة عسكرية تجرى لمدنيين في قاعدة أجريدة 1983 وما تلا ذلك لاحقا من قتل بعض آخر تحت سياط التعذيب كما حدث للشهيدين التلميذ في ثانوية أطار ولد محمد البشير، ورفيقه يحي ولد احمد أبات في نواكشوط .. سيدي الرئيس إن معاناتنا لا تزال متواصلة وجراح أصحابها النفسية والمادية مفتوحة، وأثار التنكيل لم تزل بادية على أجساد من بقي منا على قيد الحياة اليوم، أما الذين قضوا رحمهم الله بسبب ما لحق بهم من تعذيب ومعاناة استمرت لبعض الوقت فهم في حاجة إلى الإنصاف مثل: المرحوم يمهل ولد ختاري من مقاطعة جكني الذي تم شيه معنا في مركز التعذيب في القاعدة العسكرية وهو في كامل وعيه حيث قال للجلادين الأربعة الذين وضعوه على النار : أهذا هو تطبيق ولد هيدالة للشريعة الإسلامية؟ أما المرحوم الشاعر فاضل أمين الموظف بوزارة الثقافة أنذاك فقد ظلت سلطات ولد هيدالة تلاحقه إلى أن توفي في المنفى وتم لبعض الوقت سجن جثمانه العائد للدفن في مسقط رأسه بالمذرذرة استجابة لوصيته أما عائلته فقد بقيت مشردة وإذا لم تكن الذاكرة قد خانتني فأعتقد أن المرحوم فاضل أمين قد صدرت ضده أحكاما في ثكنة أجريدة بعد مرور فترة طويلة على وفاته..أما المرحوم الأستاذ الشيخ سيد أحمد ولد عمار ولد أحمد لولي والمرحوم الأستاذ سيد محمد ولد محمد وغيرهم ممن توفوا من ضحايا نظام ولد هيدالة فإن عائلاتهم تستحق الإنصاف والرعاية ورد الحقوق. سيدي الرئيس، إن ملفات هذه المرحلة وغيرها من المراحل السابقة لا تزال محفوظة والكثير من شهودها لا يزالون على قيد الحياة، لذلك نلتمس من فخامتكم ما يلي: 1- إنصافنا أسوة بمن تم إنصافهم، ورد الاعتبار إلينا ولعائلاتنا التي شردت ومست كرامتها في الصميم وهي لا تستحق ذلك. 2- تقديم محمد خونا ولد هيدالة للعدالة لينال ما يستحق من عقوبة على ما ارتكبه في حقنا من جرائم تتجاوز في آلامها وبشاعتها كل ما ارتكبه الإسرائيليون ضد الفلسطينيين. 3- دمجنا في الحياة العامة للدولة لكوننا مصدر قوة لها وتوازن لا مصدر تآمر وخيانة. وفي الختام دمتم يا فخامة الرئيس قائدا للعدل والإنصاف والمساواة وبناء الدولة الموريتانية الحديثة.
الكاتب الصحفي محمد حرمة ولد محفوظ