لقد بات من المسلم به أن الوعي المتنامي لشريحة لحراطين ترك بصماته واضحة في عدم تقبلهم للظلم والحيف والإستبداد بشتى صوره والإقطاعية الإرهابية بشتى أنواعها ومن ثمة فقد آن الأوان لمحو الفوارق الإجتماعية وتكسير وطحن أصنام الإقطاعية واقتلاعها من جذورها لأنها مبنية على أساس الفوارق التي يحرمها الدين والقوانين الدولية وهكذا وكما قال العميد بيرام في المهرجان الذي أجراه في لعصابه يوم: 26/01/2013 بدارالشباب:(( إن الثورة آتية وأن السجن صنع منه شخصا أٌقوى في الإستماتة والدفاع عن المستعبدين والمظلومين و أن المحرقة لن تنته بالحرق الرمزي للكتب التي تمجد الإستعباد وإنما هذه المحرقة موجهة لحرق الأفكار التي زرعها ووطدها الإقطاعيون ومن نحا نحوهم)).
إنها ثورة ستطال المجال العقدي أي الإحتكام إلى مصدرين فقط هما القرآن والسنة أي أنها ثورة عقدية وفكرية وحرق للمعتقدات الفاسدة التي عششت وباضت وفقست بيضها منذ ما يزيد على ثلاث وخمسين سنة والتي كرستها الإقطاعية وحافظت عليها ودافعت عنها الأنظمة المتلاحقة في البلاد منذ العام: 1978 وحتى يومنا هذا وهي لعمري إقطاعية مزدوجة إقطاعية النظام و إقطاعية شيوخ القبائل أما حان الوقت لإقتلاعهما من جذورهما أما كفى ظلما واستهتارا ودوسا للقيم الإنسانية أن نؤوب ونتوب إلى الباري جل جلاله؟ .
إن هذه الإقطاعيات المسلطة على رقاب لحراطين لن تزول إلا بزوال هؤلاء الذين يمجدونها أي بمحو شتى الفوارق بين طبقات المجتمع والمساواة في الوظائف والتعيينات لأن هذه الشريحة تشكل الغالبية العظمى من الشعب الموريتاني 80% ومخطئ من يقول بأنها لاتشكل شيئا أيعقل في دولة تحمل اسم الجمهورية الإٍسلامية الموريتانية منذ العام1959 وحتى يومنا هذا ويوجد فيها حوالي:400 وزير لايمثل عدد لحراطين فيها سوى 26 وزيرا أهذا هو العدل والمساواة؟.
إن الإقطاعية الموجودة في بلدنا التي ترعاها الحكومات والأحزاب التي تتشدق اليوم باسم الديمقراطية والمساواة وتدافع عنها تحت يافطة ديمقراطية زائفة ومزيفة ويشرعنها علماؤهم وفقهاؤهم وتحافظ عليها قبائلهم وعشائرهم التقليدية وتخلع عليها مفاهيم باسم التعاون والتكافل والأخوة كشعارات تنظر لتجسيد وتكريس الإستعباد والإسترقاق، فالعبودية لم تعد تلك الممارسات التقليدية فهي تتعصرن حسب العصور وتتمظهر وتتجلى وتتلون حسب الزمن فهناك العبودية الفكرية والوظيفية في مؤسسات الدولة والعبودية العقدية ( في المساجد) والعبودية الإقتصادية وهذه هي الأخطر وصولا إلى العبودية المنزلية وتشغيل القصر فإذن العبودية في كل مرة تلبس لبوسا حسب الزمن والعصر وهكذا يتفاعل الإقطاعيون مع العصور وكذا مشرعوهم من أنظمة وفقهاء وعلماء للسلطان وهكذا فالممارسات الإستعبادية التي تغطيها وتتكتم عليها السلطة هي الفلسفة والإيديلوجيا التي تحقق طموحات الإقطاعيين ومن هنا فهي مجرد أيديولوجيا غايتها تبرير سيطرة الإقطاعية بل وسيطرة الأقوياء ( البيض) على الضعفاء السود فاتقوا الله فينا يافقهاء وعلماء فإنما نحن بكم ومنكم فإن استقمتم استقمنا وإن اعوججتم اعوججنا وإن عدلتم عدلنا وإن جنحتم للتآخي والسلم والمساواة نجنح لذلك فإلى متى هذا الظلم المسلط على رقاب شريحة لحراطين أما كفى حيفا وظلما من هذه الإقطاعية المزدوجة؟