تقف مدينة كيفه على عتبة انفجار اجتماعي خطير، وتطل المجاعة برأسها من كل باب ، فقد أسفرت التدابير الاحترازية عن توقف أهم الأنشطة التي يقتات عليها الفقراء، وباتوا بالآلاف متسكعين في كل مكان بحثا عن ما وعد به رئيس الجمهوية، إنهم يشاهدون في التلفاز ما يوزع في انواكشوط وما تفضل به "الأبناء البررة" من رجال أعمال وخيرين في باقي المدن.
ثاني أكبر مدينة بالبلاد لم تدخلها حبة زرع واحدة من "تآزر" ولا من طرف مفوضية الأمن الغذائي ، ولم يجد المنمون ما تعهدت به السلطات حيث بدا أن الاستفادة من الأعلاف لن تحصل قبل مرور شهرأو شهرين وبعد هلاك المواشي وقرب فصل التساقطات ، و حتى مشروع النظافة الذي أطلقته الحكومة بات حبرا على ورق.!!
لقد قام المواطنون بواجبهم فتحلوا بالصبر وامتثلوا قرارات الدولة الوقائية وقدموا ما استطاعوا من تضحيات، لتتخلف الحكومة بالمقابل وتخذل مواطنيها وتتخلى عنهم في أقسى الظروف.
أين ولد الغزواني ؟
أين ما يسمى بتعهداتي؟ وأين أولوياتي؟
أين الأطر؟ أين رجال الأعمال ؟
إنك ترى قوافل الجوعى في ذهاب وجيئة دائمين طلية ساعات النهار ما بين مكتب الولاية والمقاطعة والبلدية كل يطردهم للآخر، ومن الصادم حقا أن عينات بشرية انضمت للمتسولين وأخذ هذا الأسلوب طرقا متعددة.
إنك لن تصدق أن سيارات الصحة لا تجد الوقود لنقل محجوز، أو التحقيق قي اشتباه، ولن تصدق أن مركز الاستطباب بات يرفض شهادات الفقر التي يتقدم بها المعدمون!
هي مدينة منكوبة بكل المعاني تصارع الخوف من كورونا بواسطة الجوع والعطش وغياب الكهرباء ومختلف الأمراض. لقد سقطت الأقنعة وتبين أن الليلة هي ذاتها البارحة وأن هذا النظام سائر على طريق أسلافه.