كيفه: مقترحات عاجلة للتخفيف من أزمة العطش

لا تبدي الحكومة أي اكتراث بعذابات أهل هذه المدينة الذين يقضون سنتهم السادسة مع جحيم عطش هجر السكان، وعطل المصالح وألم النساء والأطفال وفاقم مشاكل العوز والفاقة. صحيح أن التقرير الذي قدمه المدير العام لشركة المياه أمام السكان وبحضور وزيرته خلال زيارتها الأخيرة تضمن معلومات فائقة الأهمية فاجأت الرأي العام ونقلت اهتمام العطاش في مدينة كيفه إلى موضوع جديد، إذ صرح المدير بأن الشبكة بعد ضخ مياه نكط توفر فائضا عن حاجة سكان المدينة البالغة 50 لترا للفرد يوميا، وأن المشكل بات يتعلق بالوضعية الفنية الفاسدة للشبكة التي تحتاج إلى تصحيح وإصلاحات هيكلية تقود إلى الاستفادة من هذه المياه الفائضة.

وهو ما حول مطالب السكان فورا إلى المناداة بالتعجيل بهذه الإصلاحات وتَباشَر الناس بسهولة الشراب بعد أن علق بالنهر و"أظهر" إلى غير ذلك من الحلول البعيدة المدى. غادر المدير والوزيرة ولم تزدد الأزمة إلا تفاقما وتوسعا، ولم تبد هذه الشركة أي نية في تنفيذ تلك الإصلاحات، فلا الحكومة بادرت بذلك انطلاقا من وقوع ذلك في مسؤولياتها ،ولا الجماهير في هذه المدينة التعسة خرجوا لفرض الحل الذي تبين حسب أعلى سلطة في الشركة أنه ممكن.

وكالة كيفه للأنباء تستمع من حين لآخر لمقترحات تصدر عن بعض المهتمين والخبراء في المجال قد يفضي تنفيذها إلى توفير منسوب جديد للمياه يمكن أن يسهم في التخفيف من لظى هذا الجحيم، خاصة أنها تقع في حقل ما بوسع الشركة محيا فعله:

1- التوقف الفوري عن فتح أي توصيلات مائية تفوق سعتها الأنبوبية 25مم. 2- البدء في معالجة جميع نقاط التسرب المائي في عموم الأحياء عبر السهر على تجهيز فرق فنية من الشركة تحت الإشراف المباشر للمدير والعمل على السيطرة الكاملة على هذا المشكل الذي يهدر من الماء ما يروي ظمأ آلاف الأسر.

3- تنظيف الأنابيب التي تغلقها التسربات والتي باتت تحصر المياه عن أحياء بكاملها.

4- استنفار الطاقم البشري للشركة في كيفه وتكليفه بالمهام الملائمة كل حسب اختصاصه وتكوين المتخلفين عن المهارات الفنية عبر مرافقة الفرق الأكثر خبرة وتوزيع المدينة بشكل يسمح بالقيام بالعمل اللازم.

5- تزويد الشركة في كيفه بصهريجين جديدين ووضع حد لطريقة عمل الصهريج الحالي، وإبعاد السائق عن تسيير هذا الصهريج وتفريغه لمهمة السياقة لا أكثر.

6- على رئيس فرع الشركة بكيفه أن يتحمل المسؤولية وأن يراسل رؤساءه بحقيقة الأمر وأن يطلب دعمه بالكادر البشري الذي بوسعه أن ينفذ هذه الأعمال البسيطة.

هناك من يعتقد كما هو موقف المدير العام للشركة أن الماء الساقي لسكان المدينة موجود في آبارها ،وأنه بقليل من الرجولة والتسيير الشفاف والحكمة وتنشيط الطاقم البشري المتاح يمكن أن نسقي عطاشا متلهفين .