لم نصل بعد إلى نهاية هذه الأزمة المزمنة التى تهز المشهد السياسي والمالي، من خلال أزمة الثقة التى تطبع بين السلطة والمعارضة من جهة ومن جهة أخرى بعض رجالات الأعمال. آخر الأزمات كانت أزمة ولد بوعماتو حيث وجهت إليه عدد من الضربات من جهات مختلفة. حرب مضحكة تلك الحرب التى يتهامس فيها المتحاربان دون أن يوجه أي منهما للآخر كلمة جارحة تعنى إعلان الحرب. لكن هناك دلائل تسمح لنا بأن نفك طلاسم النوايا وأن نعرف أسباب سوء التفاهم بين الرجلين. لكنه قد حان الوقت أن نطرح أسئلة حول هذه الأزمة فى الثقة التى يعتبر البعض أنها تحولت إلى أزمة شرف. هل أدى امتعاض الرجلين من بعضهما أو بكل بساطة سوء تسيير العلاقات بينهما من تنصيب الرئيس إلى هذا الوضع؟ وإذا كانت العلاقات بين الرجلين قد تدهورت إلى الحد الذى أصبح منتشرا على وسائل الإعلام فهل يمكن أن نصل إلى حقيقة أسباب هذه الحرب الصامتة؟ كيف تحول هذا التوأم الفريد خلال الفترة الانتقالية إلى هذه الحالة من الشقاق. رجلان من الحجم الكبير يديران معركة بالواسطة أصبحت شظاياها تطال ثروة ولد بوعماتو كما حدث سابقا مع رجال أعمال آخرين مثل محمد ولد انويكظ. ليست هناك معركة أسوأ من معركة أبناء عمومة خلفيتها الحقيقية الرغبة في السيطرة الاقتصادية. فالبعض يرى أن جذور هذه الأزمة هي التي دفعت بولد عماتو إلى العزلة ثم المنفى بعد أن سلط عليه ولد عبد العزيز بعض لوبيات الأعمال للضغط عليه وتحجيم وجوده في السوق، فمن الواضح جدا أن أصل هذه الأزمة هو مالي قبل أن تأخذ منعطف السياسة. وبدون هذا البعد السياسي لا يمكن أن نفهم مطلقا التطورات المتلاحقة التى عرفتها أزمة الضرائب. من منفاه المغربي فإن ولد عماتو هو في صميم معركة سياسية مالية دون أن ينبس ببنت شفة فى التعليق على ما يجرى. فهل هي معركة من أجل تصفية أعمال الرجل، ومن يقف وراء ذلك؟ الرأي العام بحاجة إلى معرفة ما وراء هذه القضية . وبانتظار أن تهدأ المعركة ينظر بطلاها إلى بعضهما دون أن ينطقا بكلمة.
ترجمة الصحراء