لم يهزم العملاق الصيني الوباء المفزع بالجرعات الطبية، ولم تكن الوقاية وحدها هي الطريق الوحيد الذي تجاوزت هذه الأمة عبره مرحلة الخطر، بل لعب التضامن الاجتماعي الدور المحوري فيما حدث من نجاح ؛ فقد تحدثت وسائل الإعلام المحلية الصينية والعالمية عن فتح مؤسسات تجارية مداخلها أمام المواطنين للتزود بالغذاء ، وتركت المخابز ومختلف محلات بيع الطعام و اللوازم الطبية أبوابها مشرعة فأخذ المواطنون حاجياتهم دون سؤال ، وتبرعت النساء الصينيات بالحلي و بالغالي والنفيس من الممتلكات ، وتضافرت جهود المجتمع والدولة ضد هذا الغول الفتاك فاحتفلت الصين بدحر العدو .
إننا اليوم في مدينة كيفه وفي الولاية عامة والبلاد عموما نحتاج إلى صحوة تضامنية وتقديم تضحيات جسيمة من أجل أنفسنا أولا ومن أجل أهلنا وشعبنا .
على الأغنياء أن يتبرعوا وعلى الفاعلين والمنتخبين و الأطر والوجهاء والمنظمات أن يتنافسوا في تقديم المساعدة للذين تضرروا من الإجراءات الاحترازية التي سنتها السلطة فذلك أمر يساعد ضعافنا على الصبر ويسمح باستمرار هذه الإجراءات الإكراهية التي لابد منها في مواجهة الكارثة.
علينا أن نمر ببائعات الكسكس ظهرا فنشتري قبل وقت الحظر القليل الذي قد يتعرض للضياع مما يعرضن ، ومن ثم نقدمه للمستهلكين الفقراء .
علينا مثلا كما ينادى كثيرون من أجل عيون أمهاتنا وأخواتنا وشد رمق أطفالهم من ممتهنات هذا النشاط أن نغير العادات الغذائية خلال هذه الفترة الاستثنائية فنأكل الكسكس بالنهار.
على الميسورين أن يشتروا من باعة اللبن ما استطاعوا على أن يسقوه لأطفال الفقراء بالمدينة ، يجب أيضا أن نتوجه بالعون لكل أولئك المتضررين من ضعاف المجتمع .
علينا جميعا أن نقدم التضحيات كما تفعل أمم لا يوجهها دين ولا تضبط أحوالها عقيدة فنتقبل بعض الخسائر في أموالنا وأوقاتنا كي نتجنب الأخطر، ولكي نكون قدوة و مثالا للناس ونحن خير أمة أخرجت للناس...
وكالة كيفه للأنباء