تعد " أم لخبر" الملاصقة لمدينة كيفه من الجنوب واحدة من المناطق الزراعية الغنية التي استقطبت مئات المزارعين ، وبدأت تأتي أكلها منذ قرابة قرن من الزمن ، إذ زرعها عدد من بناة مدينة كيفه و ورثوا ذلك النشاط المثمر للأحفاد، فظلت سلة غذاء سخية حتى اليوم.
وكالة كيفه للأنباء قامت بجولة داخل مزارع هذه البلدة الرائعة والتقت بعدد من المزارعين.
أحمد ولد بيب الجمركي المتقاعد بدأ العمل في حقله سنة 1964 ، فغرس النخيل والحناء ومختلف الأشجار المثمرة ، وفي هذه الظلال الوافرة أقام زراعة الخضروات بشتى أنواعها فأكل وباع وخزن وتصدق.
ولد بيب لا يتذكر أي دعم حكومي مد له اليد ، وظل على مدى عدة عقود يزرع حقله بجهوده الخاصة حيث حفر بئرا سنة 1978 ثم عينا جارية في العام 1979 ولازالت هذه المصادر المائية هي وسيلة السقاية للمزرعة وقبلة الكثير من العطاش الذين يأتون من المدينة للتزود بالماء.
ولد بيب تسرب إلى نفسه اليأس لعدة مرات من تفرج الحكومة على مجهوده مقابل ضعف إمكانياته غير أنه يقاوم ويطرد الوساوس ويواصل العمل خدمة لنفسه وللسكان.
إنه يؤكد أن منطقته هذه بإمكانها أن تسد حاجيات المدينة من الخضروات لو وجد المزارعون أبسط لفتة من الحكومة ، وهو اليوم يعيد النداء من أجل تشجيع المزارعين ومد العون لهم من سياج وبذور ووسائل عصرية وإرشاد وقروض حتى يتغلبوا على العويص من مشاكلهم.
هي حالة جميع مزارعي "أم الخبر" متحمسون ولهم الإرادة القوية للتحدي والعمل ومع ذلك فإن فقرهم وضعف حيلتهم يكبحهم عن تحقيق طموحاتهم العالية وأمانيهم العريضة.
إنهم يستغربون لجوء بلدهم إلى غذاء الخارج ؛ وهم المستعدون لملء الفراغ وسد العجز لو وجدوا من يعتني بهم . إنهم يخذلون من طرف دولتهم وذلك هو سبب فشلهم .