تعيش مقاطعة باركيول منذ أزيد من سنتين على وقع أحداث ومشاكل بين السكان أصبحت تضرب بشكل مضطرد صميم العلاقات البينية بين مكونات المجتمع هناك. وولدت الكثير من الشكوك وتحطم الثقة وأواصر الأخوة بين هذه المكونات.
ذلك أن القيادات التقليدية للقبائل تصر على ملكية مزعومة لكافة أراضي آفطوط وهي مستعدة لبذل ما أوتيت من مال ونفوذ في سبيل حراسة هذه الأراضي والوقوف ضد استغلالها وحتى سكنها من طرف مجموعات الفلان.
هناك أراضي شاسعة وبور يحرم على أي من الجماعة الوطنية المذكورة السكن به وهناك أماكن يسمح فقط لهؤلاء بإقامة أكواخ أو أخبية ويحظر عليهم إقامة مساكن أو آبار اسمنتية. أما ملكية الحقول الزراعية فهو الموضوع الأقسى والأمر على هؤلاء.
لقد عرض على السلطات العمومية الكثير من المشاكل المتعلقة بالنزاعات على الأراضي بين الفلان والزعامات القبلية هناك مثل ما يحصل في بلدة ديسكي ولعوج وغيرها دون أن تستطيع هذه السلطات التحلى بالشجاعة فتضع حدا لهذه الحزازات التي تشكل تحديا جديا للسلم الاهلي وللوحدة الوطنية فتمكن الفلاحين من ولوج الأراضي الزراعية وتقنع جميع مكونات المجتمعات بآفطوط أن على كل واحدة أن تقبل الاخرى وان لا بقاء لها دون أن تجعل من ذلك عقيدة.
على هذه السلطات أن تتحمل مسؤولياتها وتخطو بثبات إلى الأمام وأن تؤمم الأراضي وتجعلها للجميع فنحن لا يمكن أن نبني دولة على أساس قوانين ونظم تركها مستعمر غاشم لتظل بذور صراعات وفتن بين فئات شعبنا.
أيها الوالي المتجول بباركيول ، لن تقدم لسكان آفطوط هدية أعظم من نزع فتيل مشاكل مصيرية تتعلق بالتعايش وأعلم أن أجواء 1989 تطل برأسها من آفطوط وأن رائحتها النتنة أضحت تشم في كل مكان.