السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته وبعد:
اشعرك بأني من خلال ما تقدم عبر أثير التواصل الاجتماعي فإنه يذكرني بشبابي عند ما كنت اعمل جاهدا في إطار توعية الشباب الموريتاني في السبعينيات من القرن الماضي و ذلك من اجل استرجاع كرامة الوطن من آثار و مخلفات الإستعمار و كذا الغبن و الحيف الذين تتعرض لهما الفئات الإجتماعية الأكثر هشاشة من الشعب الموريتاني.
و الآن و بعد ما ان أخذت أنت ذلك المشعل المنير الذي سقط من يد الحركات السياسية و داسته بأقدامها بعد ان اصاب افرادها اليأس من توعية الشعب الموريتاني و تحمله مسؤلياته تجاه المومارسات الظالمة في حقه بل حاول كل منهم أي من أفراد تلك الحركات السياسية بصفة فردية او جماعية الإدلاء بدلائهم في البئر النتنه التي امتصت مقدرات الشعب و مدخراته الممارسة من طرف كبار الضباط و حولفائهم من الوزراء و المدراء و رجال الأعمال و نساء المتعة و أخدانهن العاصين لله عز وجل. سيدي الطالب حاول من فضلك الا تكون مثل غيرك ممن قد حملوا ذلك المشعل يوما ما، و بتالي أسقطوه مثل ما فعل السيد برام ولد الداه اعبيد مقابل وعود ربما لا تتحقق على الإطلاق، و حذاري أيضا الا تكون مثل إبن ( الضبعة ) الذي يولد صحيح القوائم سليمها ولكن بمجرد ما يبلغ سنّ مراهقة الضباع فإذا به ترق عظام رجله و يصير رويدا رويدا اعرجى!
فالرجاء الصبر و المثابرة و لا تكن مثل من سبقوك من حركات الكادحين و الناصريين و البعثيين و الإخوانيين و الحر و (إرا ) و غيرهم من الحركات الفاشلة من ذو حركة النهضه الى يومنا هذا. فتابع ايها الطالب ولد عبد الودود فلا تيأس و لا تستكن و لا تهن حتي تستطيع نزع حقوق الشعب الموريتاني من براثين إتحاد العسكر و الرجعية و الجبناء و لكسلى و الجواسيس. فالنصر آت لا محالة فبروقه قد بدأت تلوح و لو في الأفق البعيد، فمن كان يظن يوما ما ان الوقت الذي أنشد فيه المرحوم أبو القاسم أشابي قصيته التي مطلعها " إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر "
ان التونسيين سوف يثورون و يكسرون قيد الظلم، و اليوم ها هو قد ثار الشعب التونسي و حقق نصره على الإقطاع و الرجعية و لو كان ذلك بعد حين!
و غدا سوف ينتصر الشعب الموريتاني بإذن الله و حينئذ سوف يخلدك التاريخ و يذكرك الشعب في مناسبات المسرات و الأعياد . إذن فلتبق على الدرب صامدا رغم التخويف و المغريات و تأثير الدعاية القبيلة و وسوسة أم العيال!! و اخيرا عليك متابعة نهجك التقدمي في محاولة ازاحة غشاوة الجهل عن عيون و عقول الموريتانيين حتى يروا هاؤلاء الخونة الذين قد سبق ذكرهم بصفاتهم الحقيقية التي وصفتهم أنت بها مثل (الگصبة ) و (البالوعة ) و ما اشبه ذلك من الصور الكاريكاتورية المعبرة بكل دقه .
وفي الختام لك مني التقدير و الاحترام على ما بذلت و تبذل من جهد جهيد في سبيل إيقاظ الذاكرة الجمعية للمواطن الموريتاني التي اصابها الوهن و النسيان منذ امد بعيد!!
ذ/ اسلم و لد محمد المختار و لد مانا