*يعد العلم أو التعليم الرافد الأساسي للتنمية البشرية والمعيار الوحيد لقياس تقدم الأمم والمحصن الحقيقي لحماية المرء من الزيغ ومخاطر العولمة وبه يُصقل الأنا الأعلى في المنظومة النفسية فيبصح الإنسان مسيطرا عليها ضد الغلو وكافة أشكال التطرف الديني . وقد علت شمسه سماء بلادنا أياما خلت فأضاءتها صانعة منها أسورة من ذهب تحلت بها عروس بلادنا المسماة آنذاك بالصحراء فمرت الأيام ولياليها حبلى من الزمن منجبة من ذلك الحمل إبنها الشرعي المعروف ببلاد شنقيط بلاد المنارة والرباط والتي كانت حقا خريتا للعسيف في مجال العلم فحملت مشعله هداية للعالمين متخذة المحاظر شعاره في هذه البلاد في حلهم وظعنهم متخذين من ظهور العيس مدرسة, ونطوي المسافات هنا ونختصر الزمن متأسفين على عدم الخوض في تفاصيل تلك الحقبة التي كانت فيها البلاد كعب البلدان العربية والإسلامية فقد رامت نفسها لعلو همتها في مجال العلم أن تسلب الشمس ضياءها وذاع صيتها في مشارق الأرض ومغاربها.
*غير أن التعليم اليوم أصبح خبرا لكان إلا أنه لا تخلوا ساعة بل دقيقة وإن شئت فقل ثانية من اجتماع لأصحاب الشأن من أجل إصلاحه أو على الأقل تشخيص ماحل به - أو ما علموا أن ماحل به منهم-, لكن لاتطول تلك المحاولات حتى تثكم وتتحول الدراسات إلى (كُربي) للهيئات الوصية عليه والموارد إلى جيوبها.
*والغريب في الأمر وقد يعد من باب المفارقة أن العلم ميراث أجدادنا وذاقوا الأمرين في توصيله إلينا ونحن قوم سيمتنا التفاخر بالأجداد والأمجاد والفتي فينا من يقول كان أبي وبدعوى الجاهلية ينادي فوالذي نفسي بيده ما سمعت بأحد في ملتنا ضيع ميراث أبيه قبلنا ومن فعل فما شابه أباه, وأبلغكم أصحاب الشأن أني سمعت و من تحت أنقاض الركام صرخات ذاك المسكين ينادي أن إنقذوني فإن لم تريدوا بي تقدما فأنا ميراث آبائكم قدأضاعني سعيكم وتحسبون أنكم تحسنون بي صنعا فهل من مغيث؟!
بقلم: يربا / عبد الرحمن معلم متألم