بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الكريم نعي إلينا الوالد الفخر، والعلم البدر، صاحب الفضايل والفواضل، سليل الأفاضل، الشيخ امود بن السالم، فأثر علينا النبأ تأثيرا أيما تأثير، لأننا فقدنا من نعرف فيه الخير الكثير.
تفضل الشيخ امود بمعروفه علينا، دون سابق معرفة ودون سؤال منا، وإنما فعل ما فعل سماحة وجودا ورغبة فى الأجر، تقبل الله ذالك منه هو وسائر أعماله الصالحة.
كساك ولم تكسه فاشكرن له ** أخ لك يعطيك الجزيل وياصر
وإن أحق الناس إن كنت شاكرا ** بشكرك من أعطاك والعرض وافر
لا أنسى ما حييت زيارات ودية كان يقوم بها إلينا، يأتينا بنفسه يواسينا ويسلينا، ويزيل الهم عنا ويبعث الأمل فى نفوسنا، وربما استدعاني في بعض الأحيان لداره، فيبالغ فى إكرامي والإحسان إلي، ويطلعني على الجديد في جهوده الخيرة، ومساعيه الحميدة في تفريج كربنا، نفس الله عنه كربات الآخرة. فحالي مع الشيخ امود كحال الذي قال:
سأشكر لابن الأكرم ما يموت ** مآثر ما حييت فما تموت
وأذكر داره دهري لديه ** ببيت ما تماثله البيوت
وأذكر وده لما جفاني ** وعن قوس رميت بتيلميت
نشهد للشيخ امود بقيام الليل والتأثر عند قراءة القرآن، والتأوه وتذكر الآخرة، وإحياء آخر الليل، نشهد له بالإنفاق في سبيل الله، والحرص على الخير والبحث عنه.
أتذكر أنه شرفنا ذات يوم بزيارة لفرع جمعية الحكمة في كيفة، وقد أخرجت له بعض ملفات الأيتام الذين يكفلهم محسنون بالتنسيق مع الجمعية، ومنهم هو، فلما رأى صورة اليتيم الذى يكفله أجهش بالبكاء وكادت دموعه تفسد علينا أوراق الملف، والتفت إلي قائلا أوصيك ألا ترى وجها من أوجه الخير إلا ونبهتني عليه ولن أسامحك إذا لم تفعل.
هذا قليل من كثير أعرفه في الشيخ امود.
ما قلت إلا قليلا من مناقبه ** ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا
وأنتهز هذه الفرصة لأرفع أخلص التعزية، وأصدق التحية، إلى الفصيلة الكريمة العريقة، من هي بكل مجد وفضل خليقة، وأخاطبها بما خاطب به شيخنا الشيخ محمد الحسن حفظه الله وأبقاه ذخرا للأمة، فصيلة أخرى في مناسبة مماثلة:
أيا بني الحاج لا زالت مناقبكم ** أبهى من النيرين الشمس والقمر
لا زال حيكم فيما يسركم ** وميتكم في ذرى الموضونة السرر
والله نسأل أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من جنته، وأن ينزل البركة فى ذويه وذريته. صورة المغفور له الشيخ امود بن السالم
أخوكم ومخلص ودكم:
إبراهيم محمد فضل الله بن أهل أيده