يواجه مركز استطباب كيفه الذي دخل الخدمة في العام 2016 معضلتين كبيرتين لا بد للقارئ أن يتفاجأ إزاءهما ويصاب بالصدمة.
الأولى: هي العزلة حيث شيد المستشفى شرقي المدينة في مكان لا يمكن الوصول إليه إلا عبر السوق المركزي ،ومن خلال أحياء شعبية عديمة الشوارع، وقد بدأت السلطات يومئذ في شق طريق معبد بطول 2كم لفك العزلة وحقن أرواح المرضى في حالات الاستعجال الذين لا يجدون طريقا سريعا لتلقي الإسعاف، ليسدل الستار على ذلك الطريق ويتوقف فيه العمل في يومه الثاني ويبقى معلقا إلى اليوم في كذبة وقحة أطلقها الوزير الأول السيد يحي ولد حدمين يوم التدشين.
الثانية: العطش حيث يحصل هذا المستشفى على الماء بطريقة "أروايه" حيث يزاحم صهريج المستشفى الذي ينقل إليه الماء المواطنين وتجار الماء على الحنفيات العمومية من أجل الحصول على ماء لأهم مرفق عمومي بشرق البلاد.
نسمع عن العزلة والعطش في قرى الريف النائية ، وهي أقرب إلينا في مركز استطباب كيفه. !!
الثالثة: بعد الصيدليات من ومحيط المركز ؛ حيث يلزم المرضى تأجير التاكسي إلى حيث توجد الصيدليات وهو ما يضاعف الأعباء على المريض ويعرض حياته للخطر في حالات الاستعجال.
هي قصة لن يصدقها إلا سكان مدينة كيفه العارفين بأحوالهم؛ الذين عاشوا مع الكثير من التهميش والإقصاء في عهد الرئيس المغادر وحكومته الكاذبة، الخاطئة، وهم الذين يخيب أملهم في الرئيس الحالي بعدما باتت الأحوال أكثر تدهورا.