حفلت موريتانيا في العام 2012 بأحداث بارزة، شملت مجالات سياسية واقتصادية وثقافية وإنسانية، إذ وقعت موريتانيا وقطر في الخامس من يناير (كانون الثاني) على إطار قانوني شامل للتعاون الثنائي، يضم اتفاقيات للتعاون في المجال القضائي، والشؤون الإسلامية والأوقاف، والثقافة، والصرف الصحي، والبيئة، إضافة إلى مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات التعدين، والزراعة والبيطرة، والسياحة، والإعلام.
وفي الثامن من الشهر نفسه صادق البرلمان الموريتاني على إنشاء لجنة وطنية مستقلة دائمة للإنتخابات، إنفاذاً لقرارات الحوار الوطني المنظم بين الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة في ديسمبر (كانون الأول) من العام 2011م، كما افتتح الرئيس الموريتاني في الــ 22 من يناير (كانون الثاني) أعمال المؤتمر الدولي حول الفكر الإصلاحي وسقوط "خطاب العنف"، وطالب العلماء بصياغة رؤية فكرية موحدة تساهم في إبراز المنهج الإسلامي الصحيح، فيما أطلقت الحكومة الموريتانية في الــ 29 من الشهر نفسه برنامج "أمل 2012" لمواجهة الجفاف الناجم عن نقص الأمطار، التي عانت منها البلاد في العام 2011.
وفي الأول من فبراير (شباط) افتتحت الندوة العلمية الإسلامية الدولية الـ 24 تحت عنوان "دور الشباب المسلم بين تطلعات التغيير ومتطلبات الترشيد"، كما افتتحت النسخة الثانية من مهرجان المدن القديمة في وادان برعاية الرئيس الموريتاني في الخامس من الشهر نفسه، فيما وقعت موريتانيا في الــ 25 من الشهر نفسه اتفاقية قرض ميسر مع الصندوق السعودي للتنمية، بغية تطوير منظومة نقل الطاقة الكهربائية، عبر إنشاء خط للجهد العالي الناقل للكهرباء بين نواكشوط ونواذيبو، وبلغت قيمة القرض 75 مليون دولار (حوالي 22 مليار أوقية).
وفي السادس من مارس (آذار) صادق البرلمان الموريتاني على مراجعة الدستور، طبقاً لقرارات الحوار الوطني المنظم بين الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة، ووقعت الحكومة مع ألمانيا اتفاقية قرض بقيمة خمسة ملايين يورو (ملياري أوقية)، لدعم البنى التحتية للحظيرة الوطنية لحوض آرغين، وتطوير قدراتها لحماية الطيور النادرة الوافدة إليها، فيما اكتملت عودة اللاجئون الموريتانيين في السنغال إلى البلاد في الــ 25 من الشهر نفسه.
وفي الرابع من أبريل (نيسان) أقرض البنك الإسلامي للتنمية موريتانيا مبلغ 20 مليون و 420 ألف دولار أمريكي لتمويل (الجزء الأول) من مشروع بناء طريق النعمة – باسكنو، في حين دشن في الــ 16 من الشهر نفسه مشروع تزويد آفطوط الشرقي بالماء الصالح للشرب، وفي اليوم التالي وقعت موريتانيا والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والإجتماعي اتفاقية قرض، لتمويل مشروع تزويد المدن والقرى الشرقية بمياه الشرب من حوض "أظهر".
وشهد يوم الثاني من مايو (آيار) تنظيم المعارضة الموريتانية لمسيرة ومهرجاناً لمطالبة النظام بالرحيل عن السلطة، كما وافق مجلس الوزراء في الــ 24 من نفس الشهر، على إنشاء مجلس أعلى للفتوى والمظالم، للمساهمة في تسوية النزاعات التي قد تحدث بين الهيئات العمومية أو الخصوصية، في نطاق العلاقات بين هذه الهيئات أو بينها مع المواطنين، كما وقعت موريتانيا وغامبيا في الــ 29 من الشهر ذاته ست اتفاقيات للتعاون في مجالات التعليم والثقافة والنفط والطاقة والنقل الجوي والسياحة.
ووقعت موريتانيا مع السودان اتفاقيات في مجال الإعلام في السابع من يونيو (حزيران)، فيما منح الإتحاد الأوروبي موريتانيا في الــ 13 من الشهر نفسه مبلغ 4.2 مليار أوقية (13 مليون و 700 ألف دولار) لدعم مشاريع النفاذ إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، وفي الــ 16 من ذات الشهر انعقدت اللجنة العليا المشتركة الموريتانية التونسية للتعاون، وقد تمخض الاجتماع عن التوقيع على جملة من الاتفاقيات، تتعلق بالشؤون الإسلامية، والتشغيل والصحة البيطرية، والبحث والتكوين والإرشاد الزراعي، والتعليم العالي والبحث العلمي.
وفي الأول من يوليو (تموز) دشنت موريتانيا منصة للبث الفضائي الرقمي على القناة القمرية "عرب سات بدر 5" سعتها 36 ميغاهرتز، فيما تحطمت طائرة عسكرية موريتانية في الــ 12 من الشهر نفسه وتوفي ركابها الستة جراء ذلك، ومنحت ألمانيا لموريتانيا في الــ 16 من الشهر نفسه ثلاثة ملايين يورو (1.25 مليار أوقية) لدعم جهودها في مجال المحافظة على التنوع البيئي البحري والساحلي وبرنامج مراقبة الصيد المرحلة الخامسة.
كما شهد الــ 18 من يوليو (تموز) توقيع اتفاق بين الأطراف المؤسسة لشركة إنتاج الكهرباء بواسطة الغاز، وستستغل شركة إنتاج الكهرباء الجديدة الغاز الموريتاني المستخرج من حقل "بندا" في عمق المحيط الأطلسي، من خلال عقد شراء مدته 25 سنة مع شركة "تالو أويل" البريطانية المالكة للحقل، لإنتاج أكثر من 350 ميغاوات من الكهرباء، موجهة للإستهلاك المنزلي وتغطية احتياجات الشركاء الصناعيين إبتداءً من العام 2015، وفي نفس اليوم نظمت المعارضة مسيرةً ومهرجاناً تؤكد خلاله أنها ماضية في نضالها السلمي حتى تتحقق مطالبها في التغيير، فيما شهد الــ 25 من الشهر نفسه توقيع بروتوكول تفاهم بين موريتانيا واليابان، لتمويل توسعة ميناء خليج الراحة في نواذيبو، وفي اليوم الذي يليه جدد بروتوكول الصيد البحري بين موريتانيا والإتحاد الأوروبى، فيما وقعت موريتانيا والسنغال في الــ 31 من نفس الشهر اتفاقية شراكة في مجال الطاقة والبترول، يتم بموجبها تزويد السنغال باحتياجاته من الغاز والطاقة الكهربائية، إبتداء من العام 2015 من خلال الشركة الموريتانية لإنتاج الكهرباء بواسطة الغاز.
وفي الخامس من أغسطس (آب) عقد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مدينة أطار شمالي موريتانيا لقاءه الثالث مع الشعب، في الذكرى الثالثة لتأديته اليمين الدستورية رئيساً للبلاد، وأعلن ولد عبد العزيز، خلال اللقاء، رفضه التنحي عن السلطة إستجابة لمطلب معارضيه، لافتاً إلى أن موريتانيا دولة ديموقراطية والطريق الوحيد للوصول إلى السلطة هي صناديق الإقتراع.
وفي الــ 16 من أغسطس (آب) وقعت موريتانيا والبنك الإسلامي للتنمية في مكة المكرمة إتفاقية بقيمة 47 مليون دولار لتمويل الجزء الثاني من مشروع "أظهر"، لتزويد ولاية الحوض الشرقي (جنوبي شرق موريتانيا) بالمياه الصالحة للشرب، فيما وقعت موريتانيا والصندوق السعودي للتنمية ثلاث اتفاقيات تمويل بقيمة 19 مليار و 500 مليون أوقية حوالي (65 مليون و311 ألف دولار)، مخصصة لتطوير منظومة نقل الطاقة الكهربائية، عبر استكمال تمويل إنشاء خط الجهد العالي لنقل الكهرباء بين نواكشوط ومدينة نواذيبو، وتمويل بناء وتجهيز كلية العلوم القانونية والاقتصادية بمشروع الحرم الجامعي الجديد في مدينة نواكشوط، وعدد من المدارس في سبع ولايات.
وفي الأول من سبتمبر (أيلول) وقعت موريتانيا إتفاقية تعاون مع المغرب في مجال النقل، فيما سلمت موريتانيا في الخامس من الشهر نفسه مدير المخابرات الليبي الأسبق عبد الله السنوسي إلى السلطات الليبية، بناءً على طلب الأخيرة، وفي الــ 20 من نفس الشهر صادق مجلس الوزراء على إنشاء جامعة للعلوم والتكنولوجيا والطب، فيما شهدت البلاد في الــ 22 من الشهر ذاته احتجاجات للتنديد بالفلم والرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ومنح الإتحاد الأوروبي موريتانيا في الــ 26 من ذات الشهر مبلغ 10.73 مليون دولار (3,2 مليار أوقية) لدعم الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة، قبل أن يمنح الإتحاد الأوروبي أيضاً مبلغ تسعة ملايين و 135 ألف دولار (مليارين و 800 مليون أوقية) لدعم المجتمع المدني والثقافة في موريتانيا.
وفي الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) انطلق المؤتمر والمعرض الثاني لقطاعي المعادن والنفط في موريتانيا، بمشاركة أكثر من 3000 شركة منجمية عالمية، فيما شهد يوم الــ 13 من الشهر نفسه إصابة الرئيس الموريتاني بطلق ناري، نقل على أثرها إلى فرنسا لتلقي العلاج، وهو ما دفع المعارضة لتعليق كافة أنشطتها الإحتجاجية تعاطفاً مع الرئيس، قبل أن تطالب المعارضة الموريتانية في الــ 22 من نفس الشهر بفتح تحقيق موسع في حادثة إطلاق النار على الرئيس الموريتاني، فيما قدمت ألمانيا لموريتانيا مبلغ 28.5 مليون يورو (11.7 مليار أوقية) في إطار برنامج التعاون التنموي للأعوام 2013 -2014.، كما وقعت الحكومة في اليوم نفسه اتفاقية مع شركة "مصدر" الإماراتية لتطوير محطة للطاقة الشمسية بقدرة 15 ميجاواط في نواكشوط.
وفي الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) دعت منسقية المعارضة لمرحلة إنتقالية توافقية في موريتانيا، قبل أن يتفق الحزب الحاكم والمعارضة في الــ 13 من الشهر نفسه على ضرورة مواصلة العمل المشترك لإيجاد أرضية صلبة للتشاور، وفي الــ 21 من ذات الشهر تظاهرت المعارضة للمطالبة برحيل النظام، قبل أن يعود الرئيس الموريتاني إلى بلاده في الــ 24 من نفس الشهر، عقب رحلة علاج ونقاهة في العاصمة الفرنسية باريس، فيما شهد اليوم التالي وضع الحجر الأساس لبناء محطتين للكهرباء، إحداهما مزدوجة تشتغل بالمازوت الثقيل والغاز بقدرة 120 ميجاواط، والأخرى بالطاقة الشمسية بسعة 15 ميجاواط، وفي اليوم التالي أيضاً الرئيس الموريتاني يرفض التنحي عن السلطة ويدعو معارضيه إلى التعقل، فيما منح الصندوق الكويتي للتنمية موريتانيا في اليوم نفسه قرضاً 10 ملايين دينار كويتي (10.5 مليار أوقية) لتمويل مشروع بناء المقطع الثاني من طريق (النعمة – فصاله)، كما أعلن في الــ 27 من الشهر نفسه عن زيادة رواتب موظفي الدولة بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 30 في المائة، قبل أن تخلد موريتانيا في اليوم التالي الذكرى الــ 52 لعيد استقلالها الوطني.
وفي الثاني من ديسمبر (كانون الأول) منح صندوق الأوبك للتنمية موريتانيا قرضاً بقيمة 11.9 مليون دولار (3.6 مليار أوقية) لتمويل بناء محطة آفطوط الشرقي لتوليد الطاقة الشمسية ومد خطوط النقل والتوزيع، وشهد اليوم نفسه توقيع اتفاقية لتمويل وانتاج وتوزيع الطاقة الشمسية في آفطوط الشرقي، وفي اليوم التالي قدمت اليابان لموريتانيا هبة مالية بقيمة 490 مليون ين ياباني، أي حوالي مليار و 773 مليون أوقية، لدعم الأمن الغذائي في البلاد، وفي الرابع من نفس الشهر قرر الإتحاد الأوروبي رفع الحظر الجوي عن الطيران الموريتاني، وفي اليوم التالي أقر الإتحاد الأوروبي أيضاً إتفاقية الصيد الموقعة مع موريتانيا.
وفي الــ 15 من ديسمبر (كانون الأول) دعم الإتحاد الأوروبي موريتانيا بـ 46 مليون يورو (18.4 مليار أوقية) لدعم ميزانية الدولة، وفي الــ 19 من الشهر نفسه شهدت البلاد وفاة المصطفى ولد محمد السالك رئيس موريتانيا الأسبق، كما وقعت موريتانيا في الــ 20 من الشهر ذاته اتفاقيتين مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، تتعلق الأولى منهما بتمويل مشروع تطوير محطات توليد الكهرباء في المدن، بمبلغ ثلاثة ملايين دينار كويتي(10 ملايين و 600 ألف دولار)، فيما تتعلق الثانية بمشروع إنشاء مزرعة للرياح في نواكشوط بقدرة تصل إلى 30 ميغاوات، بمبلغ يصل إلى 14 مليون دينار كويتي (49 مليون و 600 ألف دولار).
صالح بن المامي/ (إينا)