يضرب الجفاف للعام الثاني ولاية لعصابه ، حيث نفقت أعداد هائلة من المواشي (رأس مال المنطقة ) ، وجفت الحقول ، فلم تنبت خلال سنتين حبة زرع واحدة ، وهجر سكان الريف قراهم و بواديهم إلى أقرب المدن لينضموا إلى جحافل الجوعاء ، وعاد المنمون من أماكن الانتجاع يقلبون أكفهم بعدما نفضوا أيديهم مما يملكون .
واليوم يتجمع القليل المتبقي من المواشي في أماكن أشبه بنقاط الاحتجاز ، حيث ينفق الملاك على تلك الدواب كما ينفقون تماما على أسرهم ، وسوف ينضم هؤلاء إلى طوابير المعدمين ، بعدما اختفى سبب رزقهم ، وتلمس الفلاحون الحياة بطرق أخرى ، بعد أن باتت حقولهم خاوية على عروشها .
هي مجاعة مدوية في " آدوابه و اكصور و فركان" ظهر لعصابه ومقاطعاتي بومديد وكنكوصه ، وهي أيضا صامتة في أحياء قريبة في أكبر مدن الولاية .
يحدث ذلك على مرأى ومسمع مفوضية الأمن الغذائي التي أصبح مقرها بالولاية وكرا منكئا للجراح ومثيرا للغضب والسخط ، إذ لم تحرك ساكنا ، ولم يصدر منها قول أو فعل اتجاه السكان في أكبر محنة يواجهونها منذ عقود ، وكأن المأساة تحدث على كوكب آخر .
في هذه الولاية تسري نقمة شديدة على الحكومة وعلى هذا المرفق خاصة .
الشعب بلعصابه يريد رحيل المفوضية بعدما صارت عنوانا لازدراء السكان وعلامة للشماتة فيهم !