حلت السنة الجديدة و معها يبقى الوضع في موريتانيا على ما هو عليه...منذ زمن بعيد. فالنظام العسكري الممدن بطريقة الأقدام الخشنة مازال قائما و رأسه هو هو رغم أنه تعرض لحادث كان من شأنه أن يدفعه للتواضع ويغير من عجرفته و خشونة استغلاله للمنصب الذي اقتلع بقوة السلاح و معاملته للشعب الذي يحتقر و فهمه للعالم الموار الذي يستهزأ بتجاذبه. واتكاله في ذلك على إمساكه بوسيلة السلطة الوحيدة في بلاد الانقلابات و ثورات القصر: الجيش.
و المعارضة الديمقراطية هي هي، موقفها من النظام أنه استبدادي و لا يمت إلى الديمقراطية بصلة و تعاملها معه ينطلق من فرضية العكس ومشروعها لتغييره يتأرجح بين الموقف و التعامل. و عزاء الشعب في ضعف المعارضة يكمن في تشخيصها لواقعه المزري و صمودها في رفضه ومثابرتها على تغييره.
و الإدارة هي هي : زمرة من حجاب الحاكم؛ يعتبرون أنفسهم أجراء عنده شخصيا، محصلين له، عيون له على نعاجه سياط في يده ضد المارقين من رعاياه...هم كما هم منذ تم اكتتابهم على طريقة خدم الحاكم.
و الاقتصاد على حاله: متدهور لا أفق أمامه و لا رؤية لدى القائمين عليه و لا أمل في النهوض به كالسيارة الغائصة في رمال الصحراء القاحلة وماكينتها متعطلة وعجلاتها نائمة وبنزينها نافد و سائقها لا يعرف السواقة وقد استحوذ على الماء و الزاد. لا أمل لركابها في النجاة من الهلاك إلا معجزة من السماء.
و يمكننا الاستطراد على نفس المنحى و نتحدث عن التعليم و الصحة و النقل و تقسيم الأراضي و البنك المركزي و الدبلوماسية و الإذاعة و التلفزيون و المتسولين والمصبعين على شارع السوق المركزي للفت انتباه مبدلي العملات...كل شيء على حاله كما هي الحال بالنسبة لحراسة ثكنة يسلمها المنتهي دوره في الحراسة للبادي فيها. موريتانيا سلمتها 2012 يوم أمس ل 2013: على حالها كما استلمها تلك منذ سنة من 2011...أزمة سياسية تنذر بالانفجار في كل وقت، و فساد اقتصادي و مالي لا مرد له و مؤسسات مختطفة من طغمة تسخرها لما تريد و خدمات متردية و أفق مسدود...مسدود...مسدود.
فهل تخبي لنا السنة الحالية فرجا من غمة السنوات الماضية؟ أم ستسلمنا – إن أدركنا ذلك الوقت – للسنة القادمة كما نحن ؟ أم أن رياحا أخرى ستجري بسفينة البلاد إلى شواطئ أخرى...انقلاب جديد؟ ثورة شعبية أو ذات قناع شعبي؟ تمرد عرقي أو طبقي أو جهوي؟ اجتياح من طرف الجماعات المسلحة الناشطة في المنطقة؟... اللهم احفظ بلادنا ! اللهم احفظ بلادنا!
سنتكم سعيدة و كل عام و انتم بخير
مواطن عادي